اقتصاد

بعد تقرير “العمق”.. وزارة السياحة تراسل وكالات الأسفار لتطويق “أزمة الرحلات الجوية” للحجاج

علمت جريدة “العمق” أن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، باشرت تحركاتها من أجل تطويق “أزمة” تأخر تحديد مواعيد الرحلات الجوية المخصصة للحجاج التابعين لوكالات الأسفار، وذلك في ظل مخاوف من خروج احتجاجات من طرف الحجاج، خاصة في ظل اقتراب موعد مناسك الحج.

وبعد تقرير “العمق”، أمس الخميس، الذي كشف حيثيات وتفاصيل المشكل، سارعت وزارة السياحة عبر مديرية التقنين والتطوير والجودة، إلى مراسلة وكالات الأسفار من أجل معرفة عدد الحجاج الذين لا يتوفرون بعد على مقاعد في شركات النقل الجوي.

وطالب نائب مدير مديرية التقنين والتطوير والجودة المكلف بملف الحج والعمرة في وزارة السياحة، من وكالات الأسفار المعنية، بإرسال معطيات الحجاج الذين لم يتوصلوا بعد بحجوزات رحلاتهم الجوية، إلى بريد الوزارة قبل الواحدة زوال اليوم الجمعة، وفق مراسلة الوزارة التي اطلعت عليها “العمق”.

وفي هذا الصدد، أوضح مسؤول إحدى الوكالات بمدينة سلا، في اتصال لجريدة “العمق”، أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها وزارة السياحة، صباح اليوم الجمعة، تؤشر على أن الملف يسير إلى طريق الحل، متمنيا أن يتم تسريع العملية قبل يوم الإثنين، تفاديا لأي مشاكل تنغص على الحجاج رحلاتهم.

واعتبر المتحدث الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه لا يمكن تصور حرمان عدد من الحجاج بسبب الارتباك الحاصل في تنظيم مقاعد الرحلات الجوية لدى وزارة السياحة، مشددا على أن وزارة السياحة قادرة على إيجاد حل سريع لهذا الملف، وأن تحركها بشكل جدي سينهي هذه الأزمة قبل تفاقمها.

وأضاف المصدر ذاته، أن عشرات الاتصالات من الحجاج لا تزال تتقاطر على وكالته للاستفسار عن موعد الرحلات الجوية، في ظل اقتراب موعد الحجوزات الفندقية التي تم حجزها من طرف الوكالة، خاصة أن وكالات الأسفار قامت بجميع الإجراءات الأخرى المتعلقة بالتأشيرة والحجوزات الفندقية.

وأبدى المتحدث تخوفه من وقوع ارتباك ومشاكل بين تاريخ الحجوزات الفندقية ومواعيد الرحلات الجوية، مشيرا إلى أنه في حالة استمرار تأخره تحديد تلك المواعيد، فإن الأسبوع المقبل قد يشهد احتجاجات من طرف مجموعة من الحجاج الغاضبين، كما سبق أن وقع في مواسم سابقة.

وعدد الحجاج المغاربة الذين سيؤدون مناسك الحج عبر تنظيم وكالات الأسفار، يبلغ هذا العام 12 ألف، فيما تشرف وزارة الأوقاف على 22 ألف حاج، حيث سيتم نقل هؤلاء الحجاج عبر 3 شركات طيران، هي الخطوط الملكية المغربية، والخطوط السعودية، إلى جانب شركة ناس للطيران بالسعودية.

وكان الملف قد وصل إلى البرلمان، بعدما ووجهت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، سؤالين كتابيين إلى كل من وزارتي السياحة والأوقاف، حول أسباب عدم تمكن وكالات الأسفار المرخصة هذه السنة، من القيام بحجوزات السفر إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، مسائلة الوزيرين عن الإجراءات المرتقبة لحل الملف.

كما أن الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، وجهت مراسلات مستعجلة إلى وزارة السياحة وباقي الجهات المعنية، من أجل التدخل لحل هذا المشكل قبل تفاقم الوضع، كما طالبت الفيدرالية من فروعها الجهوية بموافاتها بعدد الوكالات التي تواجه هذا الوضع.

رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، محمد السملالي، أكد في اتصال لجريدة “العمق”، أمس الخميس، أن هناك فعلا تخوفات من طرف مجموعة من الحجاج بسبب التأخر في برمجة الرحلات الجوية ضمن بعض وكالات الأسفار، مشيرا إلى أن هناك وكالات حُددت مواعيد رحلاتها فيما لا زالت أخرى تنتظر.

وحذر السملالي من احتمال تعرض وكالات أسفار لخسائر باهضة في حالة برمجة رحلاتها الجوية في أوقات مغايرة لفترة الحجوزات الفندقية للحجاج، مشيرا إلى أنه راسل السلطات والجهات المختصة التي تعهدت بالعمل على إيجاد حل لهذا المشكل، وفق تعبيره.

وشدد السملالي على أن الجهات المسؤولة كان عليها تقسيم عدد الحجاج المغاربة على شركات الطيران المكلفة، وإلزامها بتحديد تواريخ الرحلات بشكل مسبق وليس في آخر لحظة، من أجل تفادى مثل هذه المشاكل التي تنغص على الحجاج رحلتهم.

ويرى المتحدث بأنه يجب على مسؤولي القطاع الاشتغال من قبل على هذه الملفات، عبر توفير تذاكر الطيران وبرمجة الرحلات الجوية بشكل مسبق، بالنظر إلى أن عدد الحجاج يكون معروفا لدى الوزارة والسلطات على علم به.

وفي الوقت الذي كشف فيه المصدر ذاته، أن الخطوط المغربية تقوم بمجهود كبير من أجل نقل الحجاج المغاربة، سجل تراجع أعداد المقاعد الذي خصصتها الخطوط السعودية للمغاربة مقارنة بالسنوات الماضية، لافتا إلى أن إضافة شركة ناس للطيران كان خطوة مهمة لكنها تبقى غير كافية لحل المشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *