وجهة نظر

أشفقوا من حال العماري يرحمكم الله

كشف مقال الرأي الموقع باسم إلياس العماري وبصفته الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المنشور بموقع هسبريس زوال الثلاثاء 18 أكتوبر الحالي عن أزمة نفسية حادة يعيشها زعيم الجرار ورفاقه اشتدت عليهم بعد 07 أكتوبر الحالي ، فبغض النظر عن من كتب المقال الذي صيغ ببلاغة لغوية وأسلوب متقن يصعب معه التصديق بأنه خط بقلم إلياس العماري ، فما يستجلب الانتباه ويدعو للتحليل أنه تبنى مضامينه أو بالأحرى أعطى أفكاره وخطوطه العريضة للمكلف بصياغة المقال، وبالتالي فينبغي توفير الجهد في البحث عن القلم الذي كتب المقال وبذله في تمحيص ما تضمنه المقال .

بقراءتي لما جاء في السطور وما خفي بين السطور وبغوصي في بحور الكلمات المستعملة والرسائل المبطنة في ثنايا المقال ، وجدتني أنحاز إلى تحليل يعتبر أن العزلة القاتلة التي وجد إلياس العماري نفسه فيها بعد معركة السابع أكتوبر، وخصوصا بعد ما حسم حزب التقدم والاشتراكية موقفه من المشاركة في الحكومة حتى قبل إجراء الانتخابات التشريعية ، وبعد البوادر الواضحة لقبول الحركة للاصطفاف إلى جانب الأغلبية الحكومية، وبعد ما جرى كل من حميد شباط وادريس لشكر إلى المقر المركزي لحزب المصباح بحي الليمون مرددين قولة ” بالأحضان يا بنكيران ” .

وحتى حزب الأحرار الذي يوجد في لخبطة تنظيمية هذه الأيام فرغم كونه يظهر أنه لم يحسم بعد في مسألة ركوب سفينة بنكيران فهو معروف بعدم قدرته على العيش والتنفس خارج مياه الحكومة، وقد حاول تجريب ذلك في بداية النسخة الأولى من حكومة بنكيران المنتهية ولايتها إلا أنه وجد نفسه يختنق في بر المعارضة فأنقذ نفسه بالارتماء في أمواج العاصفة التي ضربت الحكومة بخروج حزب علال الفاسي منها بعد ” سخونية الراس ” التي أصابت شباط آنداك، ليعود إلى بحر الاستوزار ومراكز القرار الحكومي حيث يألف العيش ويسهل عليه التنفس ، أما حزب الاتحاد الدستوري فموقفه الذي يحاول إخفاءه بزجاج أبيض شفاف فلا يحتاج إلى جهد لاكتشافه، خصوصا بعدما تعلق بحبل مشدود برجل حمامة الأحرار آملا أن يجد نفسه داخل الحكومة إذا ما حطت الحمامة الزرقاء بعش المشور السعيد.

إذا فحزب الأصالة والمعاصرة يعيش مرحلة عزلة قاتلة ، فرغم أن جراره حرث ما استطاعه في الفترة السابقة للسابع من أكتوبر إلا أن غلته كانت ضعيفة عكس غلة البيجيدي .

والآن يتجه إلى موسم يتسم بالقحط والجفاف، لذلك يريد إلياس العماري الماسك بمقود التراكتور أن ينقذ موسمه الفلاحي بتوجيه إشارات إيجابية عله يستفيد من بعض الأسمدة والبذور يزرعها أو بعض الأدوية يرشها على زرعه لإنقاذ موسمه الفلاحي ليخرج بأقل الخسائر الممكنة ، ولكن يبقى إنقاد موسمه الفلاحي بيد بنكيران الذي كان له دور حاسم في خندقة البام في هذا الركن الضيق ، إلا أن موقف زعيم العدالة والتنمية في هذا الموضوع عبر عنه غير ما مرة حينما أن عدم انسلاخ حزب البام من فكرة نشأته ومن ممارساته المبنية على التحكم ( كما يصفه دائما ) سيبقي موقفه منه ثابت لن يتغير ، لذلك فيبدو أن عزلة البام ستزداد وأزمة العماري ستشتد، فأشفقوا من حاله يرحمكم الله .