خارج الحدود، سياسة

العلمي: التنافس الدولي على إفريقيا يبين مستقبلها الواعد ونحتاج لتجاوز النزعة الأنانية

قال رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، إن تواجد إفريقيا في قلب التنافس الدولي يبين أنها قارة بمستقبل وفرص واعدة، مشيرا إلى أن التحديات التي تعيشها تحتاج إلى تخلص المجموعات الدولية من نزعاتها الأنانية، والثقة في إمكانيات وموارد القارة والتعاون بين دولها.

كلام الطالبي العلمي، جاء في الجلسة الافتتاحية للندوة البرلمانية التي تجمع رؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، اليوم الخميس، بالبرلمان المغربي، حيث عرض التحديات الإرهابية والأمنية والغذائية في إفريقيا.

وقال أيضا، إن الحرب الجارية شرق أوروبا، أبانت مدى تأثر الوضع الغذائي في إفريقيا بالأوضاع الجيوستراتيجية الدولية وحجم تداعيات المنظومة التي أرسَاها التقسيم الدولي للعمل على بلداننا الإفريقية، والإجحاف الكبير الذي تعاني منه قارتنا.

وزاد أن هذه الأوضاع وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية على نحو لا يطاق، وزاد من نسب التضخم مما أثقل كاهل الأسر، وزاد من حجم الإنفاق العمومي.

وتسائل الطالبي العلمي عن حقيقة صورة الوضعية الغذائية والنقص الحاد في التموين والعجز عن توفيره في إفريقيا، معتبرا أن الأمر يجب أن يكون عكس ذلك، لأن “قارتنا تتوفر على 60% من المساحات القابلة للزراعة من مجموع المساحات الزراعية في العالم، ومن مناطق عديدة في إفريقيا تتدفق ملايير المترات المكعبة من المياه العذبة في المحيطات، وأن غاباتُ إفريقيا قادرة على توفير المراعي لرؤوس الماشية التي يمكن أن تغذي جزء هاما من البشرية”.

وفي الموارد البشرية للقارة السمراء، تابع الطالبي كلامه قائلا: إن أكبر نسبة من الشباب القادر على العمل والإنتاج، هي من سكان قارتنا”، متسائلا “أين يكمن المشكل”؟

يتابع الطالبي كلامه، ويجيب عن سؤاله، أنه “ينبغي للمجموعة الدولية أن تتخلص من نزعاتها المركزية ومن الأنانيات، ومن نزعة تفضيل المصالح القطرية بتيسير نقل التكنولوجيا، ورؤوسِ الأموال والمهارات وبَرَاءَاتِ الاختراع، ونتائج البحث العلمي وتقنيات الإنتاج، إلى بلدان قارتنا”.

ولتجاوز التحديات التي تعرفها إفريقيا، يضيف الطالبي العلمي أننا “في حاجة إلى الثقة في إمكانياتنا وفي ضرورة وأهمية التعاون جنوب – جنوب، وأن ندرك أن إفريقيا هي قارةُ المستقبل والفُرَصِ الواعدة”.

وما يبين مستقبلها الواعد، وفق كلام الطالبي، هو تواجدها اليوم في قلب تنافس دولي كبير، كما يؤكد ذلك عدد الآليات التي يقال بأنها مُسَخَّرَةٌ للشراكة مع إفريقيا . ولماذا تريد جميع القوى الكبرى التَّوفرَ على نفوذٍ اقتصادي بإفريقيا في سياقٍ يحكُمُهُ منطقُ المنافع.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس النواب المغربي، نظم اليوم الخميس، ندوة برلمانية بين رؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، تترأسها لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج.

ويتدارس اللقاء الإفريقي، الممتد على طيلة يومين، عدد من الإشكاليات التي تهم الدول الإفريقية، ومن بينها المساهمة البرلمانية في تعزيز السلم والأمن في إفريقيا، تحديات الأمن الغذائي في القارة الإفريقية ودور لجان الخارجية في دعم التعاون الإفريقي المشترك، ولجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *