مجتمع

حملة وقف غرس النخيل بالبيضاء.. سلطات عين الشق تطلق مبادرة للتشجير

استجابة لحملة وقف غرس النخيل بشوارع الدار البيضاء التي أطلقتها حركة مغرب البيئة 2050، استجابت مقاطعة عين الشق للحملة عبر إطلاق برنامج مفتوح للتشجير وصيانة وتهيئة الحدائق.

وتروم المقاطعة من خلال هذا البرنامج، إلى “المحافظة على البيئة والرفع من معدل المساحات الخضراء بالمقاطعة، عبر غرس أكبر عدد من الأشجار بالتعاون مع السلطات المحلية والمصالح الخارجية وجمعيات المجتمع المدني والمواطنين”.

وقال في هذا الصدد، عبد اللطيف الناصيري نائب رئيس مقاطعة عين الشق المكلف بقطاع المساحات الخضراء والأشغال، “إنهم يستعدون لتنظيم لقاء مع رئيسة جمعية البيئة 2050 صاحبة الحملة، للنظر في أوجه تفعيل جميع المبادرات الهادفة للنهوض بالبيئة”.

وأضاف الناصري في تصريح لجريدة “العمق”، أنهم “يعولون على انخراط المجتمع المدني، لأنهم وحدهم لن ينجحوا في عملية التشجير أو في كل المبادرات البيئية “، مبرزا أنهم “سيركزون بداية على المناطق التي لا يوجد بها غرس وقابلة للتشجير”.

وأشار إلى أن “برنامج التشجير الذي انطلقوا فيه منذ بداية 2022، عرف مجموعة من التدخلات المستمرة، والتركيز عليها سيتم عبر اكتمال صفقة الأشجار بالتنسيق مع مصالح جماعة الدار البيضاء، علما أن برنامج الجماعة ركز هو الآخر على الشق البيئي” بحسبه.

وأوضح الناصري أن برنامج التشجير أطلقوا عليه “أوراش بيئية، يهم تهيئة مجموعة من الفضاءات الخضراء، كما أنهم مرروا هذا المحور خلال أشغال المجلس، على أن تكون هذه الأوراش البيئية اقتصادية على مستوى استعمال الماء وتكون بها مساحات خضراء تتضمن فضاءات الترفيه والرياضة لمختلف الشرائح”.

وسجل أن “ساكنة عين الشق تجاوزت 500 ألف نسمة، والمساحات الخضراء فيها تجاوزت 58 هكتار، وهذا توجه للمجلس بنظرة استراتيجية عبر اعتماد برنامج موزع على السنوات الانتدابية”، مشددا أنهم “يراهنون على الرفع من عملية التشجير إلى حين نهاية ولايتهم”.

وتتوجه مقاطعة عين الشق، إلى اختيار “شجرة فيكيس ريتيزا كشجرة محورية نظرا لمميزاتها المتعددة، باعتبار غرسها لا يتطلب تربة معينة كما أنها كثيفة ودائمة الخضرة وتصلح أيضا للزينة، وسوف يتم اختيار نوعين إلى ثلاثة من أشجار أخرى للتنويع”. مردفا أن عملية “التشجير ستهم أيضا المؤسسات التعليمية والمراكز الصحية وغيرها من المرافق”.

وقال الناصري، إنهم “ينوهون بحملة وقف غرس النخل، ولا يجب أن تتوقف على العالم الافتراضي بل يجب أن تخرج إلى الواقع”، لافتا أهمية “احتضان كل المبادرات الهادفة إلى التوعية والتحسيس بما سيتم غرسه من أشجار والعناية به”.

وأبرز المصدر ذاته، أن “برنامج التشجير سيمتد لغاية سنة 2027، بهدف غرس أكبر عدد ممكن من الأشجار في حملة دائمة مستمرة ومفتوحة ينخرط فيها الجميع، وسيتم مواكبتها والإعلان عن نتائجها وتقدمها نهاية كل ثلاثة أشهر”.

إلى ذلك، تستمر حركة مغرب البيئة 2050، في حملتها المناهضة لغرس أشجار النخيل بالمدن، كما سبق ووضعت مراسلة مكتوبة بمكتب رئيسة جماعة الدار البيضاء نبيلة الرميلي، مطالبة إياها بوقف غرس أشجار النخيل بشوارع العاصمة الاقتصادية وتعويضها بأشجار توفر الظل وتسهم في امتصاص التلوث.

وصرحت رئيسة حركة مغرب البيئة في وقت سابق لجريدة “العمق”، أن رئيسة جماعة الدار البيضاء، لم تتفاعل مع مراسلاتهم، ولا أي عضو من داخل مكتبها، مؤكدة بأن الحملة ستستمر وتشمل جميع المدن الساحلية التي تم تحويلها لفضاء واحاتي، بغرس النخيل بشوارعها بدل الأشجار.

كما ناشدت الحركة، كل من وزير الداخلية عبد الوفي لفتيت، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، التدخل “وتوقيف الغرس العشوائي للنخل بمدننا خارج المجال الواحاتي”.

وأوضحت الحركة، أن غرس النخيل خارج مجاله الواحاتي خطأ مهني بيئي فادح، “لأنه انتهاك للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي، ونحن أحوج لإرساء وترسيخ الهوية من أجل الصحة النفسية للساكنة والأمن المجتمعي، وإغناء شروط السياحة الوطنية والدولية، إضافة إلى أن النخل وخاصة الكبير القامة، باهض الثمن أي أنه مكلف على مستوى ميزانية الجماعة الترابية”.

وذكرت الحركة، أن “النخل لا يمدنا بالظل اللازم، وكم نحن بحاجة إلى الظل في بلادنا وتحت ضغط ارتفاع درجة الحرارة والجفاف، ثم إن النخل لا يمد كل الخدمات الايكولوجية التي تمدها الشجرة كامتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين وتثبيث الغبار وتلطيف الجو وصيانة وتثمين التنوع البيولوجي”. متأسفة “لتغييب الضمير المهني والوطني وانعدام الإنصات للكفاءات المتخصصة في الميدان، حتى تم تشويه الهوية المنظرية لمدننا وأصبحت كلها متشابهة ومستنسخة غير وفية لذاكرتها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *