أدب وفنون، سياسة

فيدرالية الفرق المسرحية تستنكر استعمال مصطلح “مسرحية” في التراشق السياسي بالبرلمان

دخلت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة على خط الجدل الذي أثير داخل البرلمان، بعدما وصل برلماني زيارة وزير الصحة إلى مستشفى بالدريوش بأنها “مسرحية”.

وكان البرلماني عن الفريق الاستقلالي، عبد المنعم الفتاحي، قد وصصف الزيارة التي قام بها وزير الصحة، خالد أيت الطالب، إلى مستشفى الدريوش، بـ”المسرحية”، في حين رد عليه المسؤول الحكومي بالقول: “أجي تمثل معايا”.

وقالت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة في بلاغ لها، إن السجال القوي الذي دار بين أحد النواب البرلمانيين ووزير الصحة، تم خلاله توظيف كلمة “مسرحية ” من أجل التشكيك في مصداقية وصدق الزيارة التي قام بها الوزير لإحدى المستشفيات.

وأوضح البلاغ الذي توصلت به جريدة “العمق”، أن اعتبار مصطلح “مسرحية” مرتبط بالكذب والغش والنفاق، هو الاستعمال القدحي الذي يمس في العمق مجالا من أهم المجالات في صناعة القيم الانسانية الكبرى.

وأشار البلاغ إلى أن “التوظيف من طرف البرلماني في جوهره، يحتقر أهل المسرح نساء ورجالا، بل ويبخس عمل الدولة وما قام به القطاع الوصي من دعم لتطوير هذا المجال الحيوي والرقي بالوضع الاعتباري لأهله وتطوير مهنه، من خلال العديد من الإنجازات”.

ومن تلك الإنجازات، يضيف البلاغ، إنشاء معهد اكاديمي عالي للتكوين المسرحي، وبناء العديد من المسارح بمختلف جهات المملكة، ناهيك عن الدعم العمومي الذي تخصصه الوزارة الوصية لهذا القطاع الحيوي.

وفي هذا الصدد، شددت الفيدرالية على أن البرلمان هو فضاء لإنتاج القيم وطرح القضايا التي تخص المواطن بشكل مباشر أو غير مباشر على جميع المستويات وفي كل المجالات التي تهم الاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية.

وعبر المصدر ذاته عن استيائه الشديد من “التبخيس والاحتقار لمجال المسرح من خلال التوظيفات القدحية له، والنظرة السطحية والضيقة لمجال كان ولا زال أحد روافد ثقافتنا المغربية التي ساهمت في تأسيس مغرب اليوم تحت قيادة الملك محمد السادس، راعي الفن والفنانين”.

وطالبت الفيدرالية بـ”الاحترام التام لمجال المسرح ومن تمت لنسائه ورجالاته، وأن لا يتم الترويج السيئ والمغالطات بالاستعمال القدحي لمصطلح “مسرحية”، خاصة داخل قبة البرلمان التي هي مؤسسة دستورية، وجب عليها احترام روح الدستور والعمل على ترجمته في مضامين الخطابات السياسية وأيضا السلوك”.

وكان البرلماني الاستقلالي المذكور، قد قال خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الاثنين المنصرم، إن مستشفى الدريوش لم يكن بحاجة إلى هذه الزيارة، لأنه ليس لديه ميزانية تسيير ولا يستخلص الإتاوات، ولا يتوفر على أطباء وممرضين.

وأبرز المتحدث، أن “الطبيبة انتقلت بدون إذن المدير ولم يتم تعويضها”، مضيفا أنه “عوض هذه المسرحية، وتصويرها، كان يجب عليكم تعيين أطباء قبل فتح المستشفى، وليس البحث عن (البريز) هل يشتغل أم لا وأنتم تعرفون بأن المستشفى افتتح قبل أوانه وبدون ميزانية”.

وفي رده، خاطب وزير الصحة والحماية الاجتماعي، البرلماني الاستقلالي بالقول: “كنت نعيط ليك تجي تمثل معايا فديك التمثيلية”، موضحا أن مستشفى الدريوش منذ افتتاحه وُفرت له 140 من الموارد البشرية ليعمل، وأيضا التجهيزات.

وأضاف أيت الطالب، أنه يمكن للعودة إلى مستندات المستشفى للتعرف على عدد من الخدمات والعمليات التي قدمها المستشفى منذ افتتاحه، مستائلا: “شكون دار دكشي واش الأشباح”، وفق تعبيره.

وأضاف أنه متفق مع أن هناك نقص في الخدمات المقدمة للساكنة، ولذلك قام بتلك الزيارة إلى مستشفى الدريوش، مبرزا أنه “تم توقيع اتفاقية وكان هناك دعم بـ100 من الموارد البشرية في جميع التخصصات، وتم إجراء زيارة تفقدية إلى للوقوف على شكايات الساكنة التي تقول بأن المستشفى مغلق”.

وزاد مخاطبا البرلماني الاستقلالي عبد المنعم الفتاحي بالقول: “واش نبقى ساكت، تطلب مني القيام بزيارة، ودابا طلع للكرما ونزل شكون قالها ليك”، مضيفا: “واش تتطلب مني نبقى نتفرج؟ واش أنا كندير مسرحية؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *