مجتمع

الأمازيغ يطالبون فرنسا وإسبانيا بتعويض سكان الريف عن أضرار الحرب الكيماوية

طالب التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، مسؤولي الاتحاد الأوروبي بالتدخل لتعويض ساكنة الريف المغربي الكبير عن الأضرار التي تسبب فيها استخدام فرنسا وإسبانيا للأسلحة الكيميائية خلال حرب الريف بين 1921 و1927، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 102 لمعركة أنوال الشهيرة.

جاء ذلك في رسالة وجهها التجمع العالمي الأمازيغي إلى رئيس الحكومة الإسبانية، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي “بيدرو سانشيز”، ورئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، ورئيس المجلس الأوروبي “شارل ميشيل”، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، “جوزيب بوريل”.

ونبه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي رشيد الراخا، ضمن الرسالة التي تتوفر “العمق” على نسخة منها، المسؤولين الأوروبيين إلى أن ملف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دولتان من الاتحاد الأوروبي وهي إسبانيا وفرنسا، خلال حرب الريف عبر الاستخدام المكثف للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، لم يتم حله بعد.

وشدد الراخا، على أنه في كل ذكرى سنوية لمعركة “أنوال”، واختفاء الراحل محمد عبد الكريم الخطابي، “لا نمل أبدا من دعوة السلطات الإسبانية والفرنسية للتدخل من أجل حل ودي لهذه المسألة المأساوية المتمثلة في استخدام أسلحة الدمار الشمال الكيميائية المحظورة بموجب القانون الدولي”.

وأشار “التجمع العالمي الأمازيغي”، إلى أن ملك إسبانيا “فليب السادس”، سبق له أن رد على مطالب مماثلة في 29 ماي 2015، موضحا أنه أحالها على وزير الخارجية والتعاون الإسباني آنذاك، كونه السلطة المختصة، حتى يتمكن من دراستها وإرسال القرار المناسب بشأنها، غير أنه لم يتم الرد عليها من طرف أي وزير حتى الآن.

وأوضح الراخا أنه قرر مراسلة المسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي مباشرة، على أمل أن يتم “فحص مطالبنا هذه المرة بعناية”، والكشف عن مصيره، مشيرا إلى أن رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون كانت لديه الجرأة ليؤكد في الجزائر ويعترف بأن ما قامت به بلاده جريمة ضد الإنسانية، وتقديم اعتذرا على ذلك.

وأشارت المراسلة إلى أسف ملك بلجيكا أسفه إزاء الممارسات الاستعمارية لبلاده في الكونغو الديمقراطية، نفس الشيء بالنسبة لألمانيا التي اعترفت بارتكاب “إبادة جماعية” في حق شعبي “هيريرو” و”ناما” بنامبيبا، وكذلك اعتراف واعتذرا رئيس وزراء هولندا في دجنبر 2022 في “لاهاي” عن دور هولندا في العبودية، وتبعه اعتذار الملك “فيليم ألكسندر”.

وأكد التجمع العالمي الأمازيغي، أنه “لا يمكن لإسبانيا وفرنسا، وبالتالي الاتحاد الأوروبي، الاستمرار في البقاء غير مبالين وغير حساسين لهذا الظلم التاريخي والمأساوي لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في شمال المغرب، خلال العشرينات من القرن الماضي”.

وأشارت المراسلة إلى أن فرنسا وإسبانيا كانتا ملتزمتان ومسؤولتان عن حماية أراضي المغرب وفقا للمعاهدة الموقعة في فاس في 30 مارس 1912، وليس أن تصبحا متواطئتين وتستخدمان أسلحة كيميائية ضد سكان المغرب، مسجلة أن سكان الريف لايزالون يعانون حتى اليوم من تأثيرات الأسلحة الكيماوية المستعملة، حيث تعرف المنطقة معدلات مقلقة للغاية من المصابين بالسرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *