أخبار الساعة

هكذا سيكون مستقبل الوظائف في عام 2050

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن مدى تأثير التطور التكنولوجي في ارتفاع فرص العمل في بعض المجالات، وانخفاضها في مجالات أخرى، مع حلول سنة 2050.

وقد نظمت الصحيفة طاولة مستديرة، وذلك بالتعاون مع شركة التوظيف، ديلويت، جمعت فيها العديد من الأكاديميين والكتاب والخبراء في مجال تكنولوجيا المعلوماتية؛ لمناقشة هذا الموضوع.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن مدير التقنيات الناشئة عن الابتكار في المملكة المتحدة، بول مايسون، رأى أن فرص العمل التي ستبقى صامدة هي تلك الأكثر قدرة على التكيف، وذلك بالنظر إلى أن التطور التكنولوجي قد ساهم في تغيير طريقة عملنا، ولذلك فالوظائف التي ستستطيع مقاومة هذا التطور التكنولوجي ستكون قابلة للتغيير والتكيف.

وقال رئيس شركة الأسواق الجديدة، أناند شوبرا-مكجوان، إن العمال في المستقبل سوف يحتاجون للتكيف بصفة عالية مع طرق العمل الجديدة، حيث أنهم سوف سيكونون مطالبين بالقيام بثلاثة أو أربعة وظائف في الوقت نفسه، مشيرا إلى أن الحصول على تعليم بصفة مستمرة سوف يلعب دورا رئيسيا في مساعدة الناس على تطوير مهارات جديدة وبالتالي الحصور على فرص على أفضل.

وقال الرئيس المشارك لمستقبل الإنترنت التفاعلية، وعضو اللجنة التنفيذية للمنتدى الاقتصادي العالمي، مارك سبيلمان، إنه في سوق العمل سوف يكون هناك رابحون وخاسرون، كما يعتقد أن فكرة الحصول على تدريب مستمر تعتبر متفائلة جدا، لذلك هو يتصور أنه سوف تجري في المستقبل دورات تدريبية سريعة ليوم واحد فقط، حيث سيتعلم الناس منها مهارات جديدة وبسرعة شديدة، ولكن الشركات سوف توظفهم لمدة شهر فقط، على الرغم من أن الشركات بحاجة شديدة لهم.

وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لمعهد أي أوبنار، جوليا ليندساي، إن في الفترة القادمة سوف تكون القوى العاملة أكثر عرضة للتحول نحو العمل بدوام جزئي أو العمل الخاص. وأضافت أن أصحاب العمل في المستقبل لن يفكروا في مصلحة الموظفين، لكنهم سوف يركزون في التوظيف على التخصصات التي يحتاجونها وعلى فترات عقود العمل.

كما أشارت إلى أن طريقة العمل الجديدة في المستقبل ستتمثل أساسا في اتخاذ قرارات معقدة، وذلك بالرجوع إلى قدرات الإبداع والقيادة والدرجة العالية من الإدارة الذاتية التي يُبديها العامل.

ومن ناحية أخرى، قال مدير التسويق الرقمي لشركة ديلويت، ميرفن تشيو، إن حصول الشركات على أحدث التطورات التكنولوجية هو رهين كيفية استخدام التكنولوجيا لإعلام الشباب حول فرص العمل، حيث أن البيانات الرقمية تلعب دورا هاما في هذه المسألة.

كما تُعتبر مسألة كيفية إشراك الأطفال في مجال التكنولوجيا، ومنحهم المزيد من الدعم في وقت مبكر من حياتهم، أمرا مهما للغاية، ولذلك يجب أن يكون هناك محرك يعمل دائما على تعزيز بيئة رقمية أفضل.

وأمّا المدير التنفيذي لشركة إيليفايت، دان كولير، فقد قال إن الحاجة في المستقبل إلى كفاءات عالية من التخصصات المهنية سوف تعزل فئات كبيرة من العمال الذين لا يستطيعون التكيف بصورة مستمرة، ولا يستطيعون الدخول في دورات تدريبية جديدة. كما سترتفع نسبة البطالة في الحقبة القادمة مع تقلص الوظائف التي تحتاج إلى البشر.

ولذلك يقول سبيلمان إن المحافظة على القيم الاجتماعية لا تتناسب مع قيم عصرنا اليوم التي ترتكز على جني أقصى قدر من الأرباح، لكن هذه القيم الاجتماعية من الأمور الهامة التي سوف نحتاجها في المجتمع مستقبلا.

ورأت مؤسسة ومديرة شركة مايك تايم كونت، ماجدولينا باك-ماير، أن مفهوم الإنتاجية التي جاءت به الثورة الصناعية كان مزيفا، لذلك فإنه ليس من المستغرب أن يصبح هذا المصطلح من الآليات القديمة المستعملة في سوق العمل، وأنه لا يوجد نقص في فرص العمل في مجتمعاتنا؛ لأنه يوجد الكثير من فرص العمل التي لا نعطيها قيمة كبيرة، على الرغم من أهميتها، مثل رعاية الأطفال والعمل التطوعي.

وأوضح مدير مؤسسة تايم وايز، كلار لودلو، إننا بحاجة إلى الابتعاد عن الفكرة التي تقوم على أنه يجب العمل من أجل الحصول على المال فقط، كما أننا بحاجة أيضا إلى الابتعاد عن الصورة النمطية القائمة على التفرقة بين الرجال والنساء في مسألة الحصول على فرص عمل متكافئة.

أما مايسون فقد أكد أن التغيير القادم سيكون نابعا بالأساس مما نريد تحقيقه؛ لأننا نحن المسؤولون عمّا يحصل في هذا الكوكب، لذلك التطورات الجديدة التي سيشهدها العالم سوف تكون مرآة للتغيير التكنولوجي الذي نطمح له.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن مستقبل العمل لا يزال غير واضح، اتفق جميع الخبراء على شيء واحد مؤكد، يتمحور حول تغير طبيعة العمل ووظائف المستقبل التي ستختلف كليا عن وظائف اليوم.

عربي21