منوعات

دراسة: الذكاء الاصطناعي لن يكون سببا في القضاء على الوظائف

قالت منظمة العمل الدولية إن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون سببا في القضاء على الوظائف، بل سيكون أداة مكملة للكثير منها.

وأشارت الدراسة التي أعدتها المنظمة إلى أن التغيير سيكون على صعيد جودة الأعمال والوظائف حيث سيكون هناك تركيز واستقلالية أكبر أثناء أدائها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وخلصت المنظمة إلى أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي التوليدي ستعتمد إلى حد كبير على كيفية إدارة انتشاره، داعية إلى ضرورة صياغة سياسات تدعم عملية انتقالية منظمة ونزيهة وتشاورية.

وشددت على أهمية التدريب على المهارات، والحماية الاجتماعية الكافية، وإسماع صوت العمال لإدارة عملية التحول نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإلا فإن عددا قليلا من البلدان المستعدة جيدا والمشاركين في السوق سيحصدون ثمار تلك التقنيات الجديدة.

وفي هذا السياق، يقول أستاذ علوم الكمبيوتر في كلية العلوم بجامعة حلوان في مصر والخبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، الدكتور أشرف درويش، إن الحديث عن مزاحمة الذكاء الاصطناعي للبشر واستبدالهم في مجالات مختلفة، زاد بصورة كبيرة في الفترة الماضية مع اتساع رقعة استخدام أدواته وخصوصا الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بدأ يبزغ نجمه منذ عام 2020.

وأوضح درويش لموقع “أخبار الأمم المتحدة” أن هناك فارقا بين الذكاء الاصطناعي ومثيله التوليدي، فالأول يعتمد على “مجموعة من الخوارزميات لعمل عدد من المهام مثل التصنيف أو التوقع وبناء مصفوفات من البيانات”.

أما الذكاء الاصطناعي التوليدي، يضيف درويش، فيعتمد على “معالجة اللغات الطبيعية” حيث يتم تخزين مجموعة ضخمة من البيانات من مصادر كثيرة بما فيها مقالات وصفحات إنترنت ورسائل دكتوراة، ثم يتم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على الإجابة على أسئلة من المستخدم من خلال البيانات أو المعلومات المتوافرة لديه.

وقال درويش إن “هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يتطور مع الوقت. فخوارزمياته قادرة على تطوير نفسها وتحسين أدائها”.

وأشار المتحدث إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي وخصوصا التوليدي بدأت تعرف طريقها للجميع، فهناك أكثر من 102 أداة متاحة حاليا أشهرها “تشات جي بي تي ChatGPT”.

وقال درويش إن هناك العديد من الاستخدامات لهذه الأدوات الآن وخصوصا في مجال البحث العلمي وغيرها من المجالات.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد على أن تطوير الذكاء الاصطناعي “من أجل الصالح العام” يتطلب ضوابط متجذرة في حقوق الإنسان والشفافية والمحاسبة.

وقال غوتيريش في كلمة مصورة، وجهها يوليوز المنصرم إلى القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام والتي نظمها الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف ما بين 6-7 يوليوز إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُفيد الجميع بمن فيهم ثلث البشرية الذين لا يملكون القدرة على الاتصال بالإنترنت.

وشدد الأمين العام على الحاجة الماسة للتوصل إلى إجماع بشأن ما يجب أن تكون عليه القواعد الإرشادية لاستخدام الذكاء الاصطناعي. وتركز القمة على سبل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

بدورها، دعت الأمينة العام للاتحاد الدولي للاتصالات، دورين بوغدان-مارتن في افتتاح القمة إلى التعاون الدولي لضمان تحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي والوقاية من أضراره وتقليلها، وفق ما نشره موقع أخبار الامم المتحدة.

وأضافت بوغدان-مارتن أنه “بينما نحن في منتصف الطريق قبل بلوغ الموعد النهائي الذي حددناه لأنفسنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإن العالم حاد عن المسار السليم. واستخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع التقدم على هذا المسار، هو مسؤوليتنا الآن”.

وأشارت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات أن السيناريو المثالي يعني جني منافع الذكاء الاصطناعي بنجاح لإيجاد علاج لأمراض مثل السرطان والزهايمر، وزيادة إنتاج الطاقة النظيفة ودعم المزارعين لزيادة محصولهم.

ونبّهت بوغدان-مارتن كذلك إلى أن هناك إمكانية أيضا للوصول لمستقبل بائس يقضي فيه الذكاء الاصطناعي على الوظائف ويعزز نشر المعلومات المضللة بصورة خارجة عن السيطرة، أو تجني فيه الدول الغنية وحدها ثمار التكنولوجيا.

وقالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات إن قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام تنعقد في “لحظة تاريخية” حيث هناك حاجة ملحة للدفع نحو حوكمة الذكاء الاصطناعي، وضمان استخدام آمن وشامل ومسؤول لهذه التقنية.

وأضافت بوغدان-مارتن أن “مستقبل الذكاء الاصطناعي لم يكتب بعد”.

وتشهد القمة تقديم أكثر من خمسين روبوتا ضمن معرض “الروبوتات من أجل الصالح العام”. ويعمل مخترعو تلك الروبوتات أثناء المعرض على شرح الكيفية التي تدعم بها هذه الروبوتات صحة الأشخاص وتقدم الخدمات التعليمية وتساعد الأشخاص ذوي الإعاقة وتقلل من النفايات وتساعد في الاستجابة الطارئة في الكوارث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *