هل تعيد زيارة الملك محمد السادس الدفء للعلاقات بين الرباط وباريس؟

رجحت صحيفة جون أفريك” الفرنسية أن تكون الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس هذه الأيام لفرنسا بداية لإعادة الدفء للعلاقات بين باريس والرباط.

وقالت الصحيفة إن طائرة الملك قد حطت الجمعة بباريس، وعلى متنها الملك محمد السادس وعدد من المقربين منه دون أن تكشف عن مكان إقامته في الوقت الحالي.

وقالت الصحيفة إن هذه الزيارة الخاصة يمكن أن تكون علامة على أن شيئا ما يتحرك في العلاقة بين باريس والرباط، المجمدة منذ عدة سنوات، وخاصة منذ قضية بيغاسوس.

وأضاف المصدر ذاته أن هذه الزيارة تأتي خاصة أنه يحدث في سياق فشل الرئيس ماكرون فيما يتعلق بالسياسة المغاربية، والذي اعترف خلال المؤتمر التقليدي للسفراء يوم الاثنين 28 غشت المنصرم بكون العلاقات الثنائية ليست على المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه.

وأضافت الصحيفة أن عزلة فرنسا إفريقيا يفرض عليها أن تحسن العلاقات بين باريس والرباط، مشيرة إلى أن المملكة يمكنها أن تلعب دورًا في الاستقرار والأمن الإقليميين، خصوصا بعد الانقلابات العسكرية التي عرفتها معاقل باريس في إفريقيا، وهو موضوع يهم فرنسا بقدر ما يهم غالبية دول الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرته “جون أفريك”.

وأشار المصدر إلى أن الزيارة تأتي بعد صدور كتاب “نيكولا ساركوزي”، الذي تحدث عن العلاقات الخاصة التي تربط الرباط بباريس، وعبر فيه عن استغرابه لرؤية هذه العلاقات تتدهور في عهد ماكرون، الذي كان سيضحي بالعلاقات مع  المملكة المغربية على حساب التقارب المحفوف بالمخاطر مع الجزائر.

وقالت “جون أفريك” إنه من الممكن أيضاً أن يلعب نيكولا ساركوزي، المقرب جداً من إيمانويل ماكرون، دوراً في تقريب وجهات النظر بين رئيسي الدولتين، في وقت بلغت فيه التوترات ذروتها بين الإليزيه وقصر المرادية.

ولفتت إلى أن العلاقات بين الجزائر وباريس يمكنها أن تتدهور أكثر مع الحادث الأخير الذي وقع بالقرب من السعيدية، في المياه الجزائرية، بالقرب من الحدود المغربية، حيث قُتل الشباب الفرنسيون المغاربة الذين فقدوا خلال رحلة جت سكي بالرصاص على يد خفر السواحل الجزائري.

وخلص تقرير الحيفة ذاتها إلى أن هناك الكثير من الإشارات  التي يمكن أن تؤدي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الفرنسية المغربية وإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي استمرت لفترة طويلة.

*  الصورة من الأرشيف