وجهة نظر

الملك.. المغاربة.. والسعار الفرنسي

قد يكون الحديث في ظل المتناقضين صعب جدا، حيث أنه مرتبط بين الحزن ودفىء الدموع على ضحايا زلزال المغرب وبين الفرح والبسمة والانبهار بالجسم التضامني للمغاربة قاطبة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، هذا التضامن الذي من سيناريوهاته الفطرية عند الشعب المغربي أن يأتي طفل بدراجته وهو في سن السادسة، ليمنحها للطفل المنكوب بالأطلس، أو العجوز الذي يركب وسيلته الفارهة، الدراجة البسيطة ليمنح نصف كيس الدقيق تضامنا منه، أو العجوز التي تشتري بمصروفها الأسبوعي قارورة زيت تضامنا، أو المعاق الذي منح ما يملكه وهو يمشي الهوينة معافرا ليتضامن، أو المرأة التي كل رأس مالها، خاتم من ذهب بسيط وهو علامة على رمزية زواجها…

هذه المظاهر الإنسانية في أرقى تجلياتها ،عمدت على تكميم أفواه المتحاملين من بعض الدول على لسان إعلامها اللامحترم والمنغمس في أدلجة قناعاته الإيديولوجية، التي تعكس مستوى تحضره المعاصر.

لقد عمد الإعلام الفرنسي على معالجة حادث زلزال المغرب بخلفية تعكس وجهين:

– العمل على شغل الرأي العام الفرنسي عن الواقع الداخلي الذي تتخبط فيه فرنسا، من حيث ارتفاع التضخم وازدياد نسبة البطالة، وتوسع هوة الفقر، والنزول في ترتيب الدول الأوروبية الرائدة في الاتحاد الأوروبي خاصة، بعد الموجات السياسية المتغيرة التي تحدث في الغرب والوسط الإفريقي، وبلغة أخرى موقع دولة مولير في زمن التعددية القطبية في صراع إحداث المواقع للدول العظمى الجديدة وامتداداتها في إفريقيا.

– أنه وبعد رفض المغرب فتح المجال لفرنسا لتكون طرفا مع الدول التي تحترم السيادة المغربية على وحدته الترابية (إسبانيا-إنجلترا-الإمارات العربية المتحدة-قطر) دول المؤسسات الحاكمة العريقة امتدادا في التاريخ وحضورا على مستوى الجغرافيا، جاء داء السعار لإعلامها، ليضع وبكل تفاهة لعابه في طبق الشرفاء.

فرنسا العدل اللاعلماني والمساواة اللاجنسية والحرية الواهية والديمقراطية اللاتعددية، تحوم حول خصوصيات الدول التي تكن لها نوعا من الاحترام، لتنصب نفسها باسم الفوضى الإعلامية كوصية على سيادتها، وهو ما يعكس بلغة المهنية الإعلامية ( ملؤ ساعات البث بالغث والسمين )، ليعطي لها قناعة المساس بنا كمغاربة وبكل قرف وبؤس لرموزنا السيادية.

ورسالة إلى بؤساء الإعلام الفرنسي كمغاربة، يكفي صمت الإرادة الملكية عن صرير وضجيج مقطوراتكم الإعلامية، ونفاق إرادتكم السياسية، وملك المغرب يعطي بلغة العمل رسالته الحضارية للأمة المغربية تحت شعار ( وقل اعملوا) وأن تاريخ النهوض في لغته المعاصرة هي بتوجيه إرادة رجالات الأمة المغربية لما هو طريق للبناء والسير قدما لاسترجاع الحضارة المغربية واستنهاضها، وليس للالتفات وراءا لعواء المترهلين حضاريا.

نعم نحن المغاربة نؤمن بالشعار الخالد ( الله-الوطن – الملك) ولم ولن ننسى أي مساس بثوابتنا وبوحدتنا وتاريخنا وحضارتنا، وزلزال المغرب بألمه يعطي مثالا للرقي الإنساني، وببسمته يعطي كذلك مثالا للرقي الإنساني، فيكفينا شعبا أن نكون فخرا لوطننا ويكفينا من حب الوطن أن نقايض بأرواحنا من تسول له نفسه المساس بحفنة تراب من أرضنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • زاگورة
    منذ 8 أشهر

    حفظ الله المغرب و المغاربة أجمعين و ان يشافي ملكنا المحبوب حتى نتبوأ الريادة بإذن الله، اما الكلاب لهم ان يعووا كما يحلوا لهم، احتراماتي، سيدي ، لأننا كنا نتيق فيهم و نكذب أنفسنا و عقولنا ، إلى أن ثبث العكس، هو من شتت و فرق المغرب ، الا انه عبث بالجدران و لن يعبث بالإنسان