مجتمع

“زلزال الحوز” يدق ناقوس الاتجار بالبشر.. وحقوقية: سنتابع مستغلي الأطفال والقاصرات قانونيا

عجت مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، بعدد من مشاهد استغلال الأطفال في المناطق المنكوبة، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو سلوكات شاذة صدرت عن عدد من الأشخاص ومشاهير الويب تندرج في إطار الاتجار في البشر، ومن شأنها تشويه الملحمة التضامنية الشعبية للمغاربة مع المتضررين من فاجعة زلزال الحوز.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لمشاهير هذه المنصات وهم يقومون بتوثيق تقديمهم للمساعدات الإنسانية مع الحرص عليها على مستوى السيناريو والإخراج لكسب تعاطف المغاربة وحصد عدد أكبر من الإعجابات والأرباح المادية، دون احترام لخصوصية الأفراد.

وعبر النشطاء عن استيائهم الكبير من استغلال عدد من الأشخاص للأطفال وتطبيق ممارسات شاذة عليهم، من قبيل تقبيلهم والتحرش بالقاصرات لفظيا بدعوى “التغزل بهن”، والدعوة للزواج بهن من أجل “كسب الأجر وسترهن”، وهي ممارسات وصفت بـ”الصادمة والخطيرة” وتستدعي تدخل السلطات الأمنية من أجل حمايتهم.

وفي هذا الصدد، قالت ناشطة تدعى “خولة تيطوانية”: “الله يخليكم أهم مبادرة خصها تعمل حاليا هي محاربة استغلال الأطفال اليتامى لي متواجدين فالدواوير المنكوبة، راه ضروري من إجلاءهم لأماكن أو مراكز مؤمنة وميخاليوهومشي تما كل واحد شنو كيجي يقول ليهم ويصورهم ويطلب منهم، راه مساكن ماتو ليهم واليديهم ومكاينشي لي يحميهم تما يقدر أي واحد يجي يهز طفل معاه ويديه ما يردلو حد البال، وهادشي من الحاجات الأساسية لي خصوم ينتبهولا”.

وعلقت الناشطة هاجر الريسوني على الواقعة قائلة: “أريد الحديث عن أمر مهم، الآن الناس كلها منشغلة بمخلفات الزلزال، وهناك أطفال بدون عناية منهم من فقد أهله ومنهم بسبب انشغال الكل بتوفير الأساسيات، لذلك يجيب دق ناقوس الخطر يمكن أن يتم استغلال هؤلاء الأطفال جنسيا في الأماكن المظلمة، أيضا في الأماكن الخالية، أو من خلال تصرفات مشينة مثل التقبيل، الأحضان، الطبطبة، يجب على الأهالي رغم حجم الكارثة الاعتناء بأطفالهم وحمايتهم، لبيدوفيل منتشرون في كل مكان، تقبيل الأطفال لا داعي له، الأحضان أيضا، وترك الأطفال مع الغرباء في أماكن معزولة يجب تجنبه أيضا”.

من جهته قال عبد العزيز الزاكي، في تدوينة على “فيسبوك”: “بصفتي محام بهيئة الدار البيضاء أطالب النيابة العامة المختصة بفتح تحقيق عاجل حول إستغلال الأطفال المتواجدين في المناطق المنكوبة من طرف بعض أوباش وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تلبية حاجاتهم الشخصية و إستغلال الضعف والحاجة و إعطاء القدوة السيئة لأبنائنا القاصرين بالمنطقة، وتطبيق الفصول 482 و 484 من القانون الجنائي و الفصل 1-448 و مايليه من القانون 14.27 المتعلق بمكافحة الإتجار في البشر”.

وفي ذات السياق، كشفت نجية أديب رئيسة جمعية “ماتقيش ولادي لحماية الطفولة”، أن الأخيرة رصدت عددا من سلوكات الاتجار في البشر في المناطق المنكوبة وقامت بتوثيقها، مشيرة إلى أنهم تواصلوا مع النيابة العامة، وسيتخذون جميع الإجراءات القانونية لمعاقبة مرتكبيها.

وقالت نجية أديب في تصريح لجريدة “العمق”، إن أصحاب هذه السلوكات “لا يمثلون المغاربة الذين أبانوا خلال هذه الأزمة عن إنسانيتهم وكرمهم وحبهم الكبير لبعضهم البعض، معتبرة أنهم “وحوش آدمية ومكبوثين جنسيا” يحاولون استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة وانشغال المغاربة بالفاجعة”.

وعبرت ذات المتحدثة عن استيائها من عدم احترام بعض مشاهير الويب “لخصوصية وأعراف سكان المناطق المنكوبة المعروفة بمحافظتها ورفضها لتصوير نسائها”، وكذا تصوير الأطفال المتضررين من الزلزال بطريقة مجانية تسيء لبراءتهم، داعية السلطات إلى ضرورة التدخل بشكل عاجل وحمايتهم عبر إنشاء مراكز إيواء خاصة بهم، لافتة إلى أنهم يتابعون كجمعية جميع تطورات الموضوع وسيتابعون قانونيا المتاجرين بمآسي الأطفال.

من جانبها، أوضحت نجاة أنور، أن جمعية “متقيش ولدي” التي تترأسها تتابع عن كثب بواسطة منسيقها المتواجدين بالميدان وضعية الأطفال بالمناطق المنكوبة، لافتة إلى أنهم “حذروا من استغلال المغتصبين والبيدوفيل للفوضى الناتجة عن الفاجعة للانفراد بالأطفال والقاصرين خاصة اليتامى”.

ولفتت أنور في تصريح لـ”العمق”، أنهم سجلوا بعض حالات وضع أطفال يتامى للتبني بطرق غير قانونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن المنظمة تقوم بعدة تحركات في هذا الصدد، داعية إلى ضرورة إعادة تفعيل الوحدة الاجتماعية “حنا معاك بتارودانت” من أجل التنسيق مع السلطات والنظر في حالات الأطفال اليتامى، والحالات المحتمل تعرضها للتحرش الجنسي والاغتصاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *