خارج الحدود

تسريب مكالمة هاتفية بين تبون وماكرون يفضح الوساطة الجزائرية في ملف النيجر

يبدو أن عسكر الجزائر فشل في وساطته المزعومة في الأزمة النيجرية حتى قبل أن يشرع في إجراءاتها، وذلك بعد تسريب مضامين مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين رئيس النظام، عبدالمجيد تبون، والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون حول الأزمة في النيجر.

وقالت صحيفة “مغرب أنتلجنس” نقلا عن مصادرها إن الزعيمين تحدثا بشكل سري في هذه المكالمة حول الأزمة في النيجر والاقتراحات التي قدمتها الجزائر لتهدئة الأوضاع وإدارة فترة انتقالية مع العسكريين الحاكمين في نيامي.

وأشارت “مغرب أنتلجنس” إلى أن جهاز المخابرات الجزائري علم من مصادره في نيامي إلى أن تسجيل المكالمات بين تبون وماكرون تم تسريبه، وتم تسجيل ما قاله تبون عن الجنرالات النيجريين وتم نقله إلى بعض كبار المسؤولين في النيجر.

وأشارت الصحيفة إلى أن التسريب الذي تضمن أمورا سلبية عن الحاكمين الجدد بالنيجر أثار ردود فعل “عنيفة” ضد الجزائر، وتسبب في توتر شديد في قنوات الحوار المباشر التي أقامها جهاز المخابرات الجزائري مع العسكريين في النيجر.

ويتهم حكام النيجر الجزائر اليوم باتخاذ موقف “مزدوج ومنافق” تجاه بلادهم، حيث يظهر الرئيس الجزائري في الخفاء بموقف معاد للعسكريين في نيامي بينما في المفاوضات السرية التي تجريها السلطات الجزائرية مع المسؤولين في النيجر، يتم التعبير عن رغبة كبيرة في دعم بناء النيجر الجديدة بعيدًا عن الهيمنة الفرنسية.

المصدر ذاته أورد أن جهاز المخابرات الجزائري يعتقد بأن المخابرات الفرنسية هي التي قامت بالحصول على تسجيل المكالمة بين تبون وماكرون وتسريب بعض مقتطفاته الأكثر حدة تجاه العسكريين في النيجر لتقويض جهودها في التفاوض مع العسكريين في النيجر لتهدئة الوضع السياسي والعثور على حل سلمي للأزمة التي تعيق البلاد، وفق تعبير المصدر.

وأضافت الصحيفة أن الجهاز العسكري الجزائري طلب بشكل رسمي من عبد المجيد تبون تقليل اتصالاته المباشرة بإيمانويل ماكرون حتى يتم التحقق من الأمور الحقيقية والتفاصيل المحيطة بتسريب المعلومات السرية بين الجزائر وباريس بشأن عملية الوساطة التي بدأتها الجزائر في النيجر.

وتبعا لذلك، أعلنت الحكومة الجزائرية إرجاء الشروع في المشاورات التحضيرية، التي كان من المقرر القيام بها في الأزمة التي تواجهها النيجر، إلى حين الحصول على ما سمتها “التوضيحات التي تراها ضرورية بشأن تفعيل الوساطة الجزائرية”.

وقال بيان أصدرته الخارجية الجزائرية، أمس الاثنين، إنه منذ 27 شتنبر المنصرم  قام وزير الخارجية مع نظيره النيجري، وكذا سفارة الجزائر بنيامي مع وزارة الشؤون الخارجية، باتصالات حول البرنامج ومحتوى هذه الزيارة، غير أن هذه الاتصالات لم تستجب لما كان ينتظر منها، كما أثارت التصريحات الرسمية والعلنية الصادرة عن السلطات النيجرية تساؤلات مشروعة حول استعدادها الحقيقي لقبول الوساطة الجزائرية.

وفي وقت سابق، نفت وزارة الخارجية بجمهورية النيجر ما ورد في بيان وزارة الخارجية الجزائرية، أمس الإثنين، بشأن قبول وساطة الجزائر في الأزمة الديمقراطية التي تعرفها دولة النيجر منذ أشهر.

وقالت خارجية النيجر، في بيان رسمي لها: “فوجئنا بإعلان الجزائر بشأن القبول بفترة انتقالية لمدة ستة أشهر”، نافية الأنباء حول “قبول البلاد المبادرة التي تقدمت بها الجزائر لعودة النظام الدستوري في البلاد وحل الأزمة”.

إلى ذلك، أكد النيجر، من خلال البيان ذاته، رغبتها في “الحفاظ على روابط الصداقة مع الجزائر”، مشيرة إلى أنه “بعد لقاء بين ممثلي البلدين يوم 25 شتنبر المنصرم بنيويورك، أعلن الجانب النيجري استعداد سلطات البلاد لدراسة مقترح الوساطة الجزائرية للتوصل إلى تسوية في النيجر”.

ووفق البيان ذاته، فقد “حدد الجانب النيجري منذ البداية أن مدة الفترة الانتقالية يجب أن تعتمد على نتائج المنتدى الوطني الشامل، وكذلك على المبادئ التوجيهية للتغييرات في حكم البلاد”.

وتابعت وزارة الخارجية: “حتى قبل إضفاء الطابع الرسمي على نتائج هذا الاجتماع، فوجئت وزارة الخارجية بأنها لاحظت على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام بيانا للحكومة الجزائرية يشير إلى أن النيجر -قبلت وساطة الجزائر، التي عرضت على الجيش ستة خيارات”.

وختمت وزارة خارجية النيجر بيانها بالتأكيد أنه “نظرا لما سبق، فإن حكومة جمهورية النيجر ترفض هذه المزاعم، وتجدد التأكيد على رغبتها في الحفاظ على روابط الصداقة والأخوة مع الجزائر”،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • قرفاوي ( جنوا )
    منذ 7 أشهر

    أولا : فاقد الشيء لا يعطيه خصوصا رئيس دولة الكابرنات الفاشل في كل شيء ، ثانيا و هذا مهم جدا كيف لشخص سياسته الداخلية مع شعبه دون المستوى و بالضبط تحت خط الصفر و الأمثلة أمامكم أن ينجح في سياسته الخارجية ، لا يمكن ذلك ايدا ، تبون هو دمية في يد العسكر لا يفقه شيئا سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية .