أدب وفنون

“صيف في بجعد”.. فيلم ينقل معاناة أبناء الجالية للاندماج بعد استقرارهم النهائي بالمغرب

احتضنت قاعة سينما روكسي، ضمن فعاليات الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، عرض الفيلم السينمائي الطويل “صيف في بجعد” للمخرج المغربي عمر مول الدويرة الذي ينافس على جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة إلى جانب 14 فيلما آخر.

ويتناول فيلم “صيف في بجعد” قصة كريم ذي الـ13 ربيعا الذي سافر برفقة والده مسعود من باريس إلى المغرب، وذلك بعد وفاة والدته بسبع سنوات حيث قرر والده أن يتزوج مرة أخرى مع قراره بالعودة إلى وطنه، ويأخذ الفيلم منحى إنسانيا يدفع إلى إعادة التفكير في حقيقة الروابط الأسرية.

فبعد عام كامل قضاه كريم في المدرسة الفرنسية الداخلية في الدار البيضاء، يجتمع مع عائلته الجديدة لقضاء الصيف في مدينة بجعد. وبسبب معاناته مع مشاكل المراهقة ومخاوفه يجد كريم صعوبة في فهم المجتمع الجديد والاندماج مع أولئك “الغرباء”.

وفي هذا الإطار قال محمد نظيف منتج فيلم “صيف في بجعد”، إن قصة الشريط الطويل (80 دقيقة)، ذاتية استوحاها عمر مول الدويرة من تجربته الشخصية، عندما قرر والده الاستقرار في المغرب بشكل نهائي بعد سنوات طويلة من العيش في فرنسا، مشيرا إلى المخرج الذي كان يبلغ 11 عاما آنذاك اضطر إلى العيش في داخلية ثانوية اليوطي بسبب عدم اتقانه للغة العربية ووجد صعوبة في التأقلم مع أجواء مدينة بجعد أثناء زيارته لها في العطل الصيفية.

وأضاف محمد نظيف في تصريح لـ”العمق”، أن الفيلم شبابي بالأساس، وينقل حياة فئة من المغاربة الذين يختارون العودة لأرض الوطن بشكل نهائي، وإذا ما كانوا يشعرون بأنهم مغاربة أم غرباء في وطنهم، وظروف تأقلمهم رفقة أطفالهم في المجتمع.

من جهته، عبر بطل الفيلم  الطفل ياسر كزوز عن سعادته بالأصداء الإيجابية حول أدائه في العمل من قبل الجمهور الذي تابع عرضه في سينما روكسي وصفق له بحرارة، معربا عن تمنيه بأن يلقى نفس الاستحسان أثناء عرضه في القاعات السينمائية للجمهور.

وقال ياسر كزوز في تصريح لـ”العمق”، إنه دخل في شخصية كريم قبل بداية تصوير الفيلم وحاول وضع نفسه في مكان ذلك الطفل الذي تعرض للعديد من المشاكل أثناء محاولته الاندماج مع أقرانه في تلك المدينة الصغيرة، وذلك من أجل إيصال رسالته بشكل صحيح للمشاهد.

من جانبها، قالت الفنانة ليلى الفاضلي، إنها أحبت دورها في الشريط الروائي الطويل “صيف في بجعد” بسبب الرسالة الإنسانية التي يقدمها للمشاهد والتي تتمثل في التعامل الجيد واحتواء زوجة أب الطفل كريم له ومحاولة مساعدته وتقديم الأمومة له في الظروف النفسية الصعبة التي يواجهها في بيئته الجديدة.

وتابعت ليلى الفاضلي في تصريح لـ”العمق”، أن الاشتغال مع عمر مول الدويرة الذي جمعهما فيلم قصير قبل حوالي 20 عاما، كان ممتعا، لأنه من نوعية المخرجين الذين لا يخلقون ضغطا نفسيا على الممثل رغم وقوفه على كافة التفاصيل الدقيقة للعمل، مشيرة إلى أن أجواء تصويره مرت في أجواء عائلية بين طاقمه الفني والتقني رغم فترة كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *