بعد الحرب على غزة .. هل تحلل المغرب من الاتفاق الثلاثي؟

هل تحلل المغرب من الاتفاق الثلاثي؟ سؤال طرحه أستاذ القانون العام والعلوم السياسية، محمد الزهراوي، ليجيب، بأنه “من السابق لأوانه الإجابة على هذا السؤال، غير أن المملكة بدت أنها غير مطوقة باتفاقية التطبيع كما كان متوقعا”.
ويرى الزهراوي أنه يمكن استثمار التحولات الجارية لا سيما الحرب على غزة لـ “مراجعة الاتفاقية الثلاثية بما يخدم مصالحه الوطنية، خاصة وأن إدارة بايدن ظلت لأكثر من سنتين ترفض التعبير عن موقفها تجاه قضية الوحدة الترابية، في حين أن بايدن وبلنكين حضرا مجلس الحرب الإسرائيلي”.
واعتبر المتحدث في تدوينة له على موقع فيسبوك، أن “أمريكا وقعت شيكا على بياض لإسرائيل، ووصل الأمر الى التماهي مع سياساتها وذلك في تناقض تام مع أطروحة مصالح أمريكا أولا، ومقتضيات التكييف والتطابق”، مشيرا أن هذه الأطروحة “التي يتم إشهارها وتوظيفها عندما يتعلق الأمر بأصدقاء وحلفاء أمريكا مثل المغرب”.
ونبه إلى أن هناك أشياء وحلقات مفقودة في الاتفاق الثلاثي، معتبرا أنه من الواضح أن هناك محاولة لحشر المغرب في الزاوية، وتجريده من أهم الأوراق، لاسيما وأن مكاسب التطبيع لا ولم تتجاوز مستويين، عدم إصدار قرار لمجلس الأمن يدعو المغرب للخروج من الكركرات، والتعاون العسكري وتحديث الترسانة المغربية.
مشاهد التعبئة والحشد، حسب المتحدث لعب فيها الإسلاميون دورا بارزا الى جانب باقي الأطياف الأخرى، معتبرا أنها محاولة منهم للعودة إلى المشهد في الرقعة العربية عبر بوابة غزة، بعدما تراجعت شعبيتهم بشكل كبير، تراجع ارتبط بعدة عوامل وسياقات مختلفة ساهمت في إنهاء تجربة الإسلام السياسي في بعض الدول العربية.
ويذهب الزهراي إلى أن الحرب على غزة كشفت أن “القضية الفلسطينية لا تزال محورية ومركزية في المخيال الشعبي وفي وجدان الشعوب العربية، وأن التعاطف العربي على المستوى الشعبي لم يتراجع رغم أن الجيل الشبابي الحالي لم يعاصر إرهاصات وبدايات النزاع العربي-الإسرائيلي”.
أما على المستوى الرسمي، فيرى أستاذ القانون العام أن “الدول العربية، باتت أكثر ميلا إلى الدولة القطرية بالمفهوم الميكيافلي، إذ صارت هذه الدول أكثر وضوحا في التعبير عن مصالحها الوطنية، وبعيدا عن الشعارات القومية وحتى الدينية. مستدلا بموقف دول الطوق، خاصة مصر والأردن وسوريا بشار، ودول الخليج والمغرب الكبير”.
وتابع بالنسبة للمغرب فهو، “لم يخرج المغرب عن هذا الإطار، فالسلطة حاولت أن تجاري الوضع وإن لم يكن سهلا، مجاراة بطريقة تراعي الغضب الشعبي وتستحضر الالتزام الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، لاسيما أن الإبادة الجماعية التي تعرض ويتعرض لها الفلسطينيين تجاوزت كل الحدود”.
اترك تعليقاً