اقتصاد

الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا.. محطة نووية تتحول إلى مصنع لإنتاج كابلات التيار العالي

خطوات متسارعة تلك التي يسلكها مشروع الربط الكهربائي بين المملكة المغربية ونظيرتها البريطانية، إذ كشفت مؤسسة “Scottish Enterprise” الاسكتلندية عن عزمها تحويل محطة هنترستون النووية إلى مصنع لإنتاج الكابلات ذات التيار العالي، اللازم لهذا المشروع، بتكلفة إجمالية بلغت 9 مليون جنيه استرليني.

وتعمل الشركة الاسكتلندية حسب تقرير لمنصة الطاقة، على إعادة توظيف المحطة، بهدف تصنيع كابلات الجهد العالي بقيمة 1.4 مليار جنيه استرليني، لفائدة مشروع الطاقة الخضراء لمؤسسة “Xlinks” العاملة على تزويد شبكة المملكة المتحدة بالكهرباء المولد من الطاقة النظيفة القادمة من المغرب.

تحول مهم

عبد الصمد ملاوي، خبير دولي في التكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة، أكد في حديثه عن أهمية تحويل المحطة النووية إلى مركب لإنتاج الكابلات الكهربائية، مشيرا إلى أن إغلاق المحطة يأتي تزامنا مع الجدل الدائر حول مختلف المحطات النووية المتواجدة بمختلف بلدان العالم، وما تشكله من مخاطر متعلقة بالسلامة والأمن والبيئة.

وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة “العمق”، أن الخطوة ستخفض من التكلفة الباهظة التي تتطلبها هكذا محطات من أجل التشغيل والسلامة والصيانة، مبرزا أن هذا التحول يخدم مصالح المملكة المتحدة، الراغبة في الاعتماد على الطاقات النظيفة والمتجددة، بنسبة تصل إلى 95 بالمائة، مع تحقيق الحياد الكربوني مع حلول عام 2050.

واعتبر الأستاذ الجامعي أن “تلك الإجراءات ستساهم في تحقيق تعهد المملكة المتحدة المتعلق بزيادة مساهمتها في صندوق المناخ الأخضر مخصص لدعم البلدان النامية في جهودها للتصدي لتغير المناخ إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2025”.

وأوضح ملاوي، أن تحويل المحطة النووية إلى محطة لإنتاج كابلات ذات التيار العالي، سيساهم في تسريع إنجاز مشروع الربط الكهربائي القاري بين المملكتين، مشيرا إلى أن “الخطوة ستقلل من مدة إنشاء المشروع والمقدرة في خمس سنوات، كما ستخفض من تكلفته الإجمالية”.

وأقر الخبير في مجال الطاقة، بأن تحويل المحطة النووية إلى مصنع للكابلات سيزيد من كفاءة إنشاء المشروع، بالنظر للاستفادة من البنية التحتية القائمة والخبرة والمهارات الموجودة.

مشروع ملفت

جذب المشروع أنظار العديد من المستثمرين الأجانب، حيث أعلنت مجموعة من الشركات في وقت سابق ومن بينها مجموعة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، ومجموعة “أوكتوبوس إنرجي”، عن قرارهما باستثمار 25 مليون جنيه إسترليني، و5 ملايين جنيه إسترليني، على التوالي، في مشروع الطاقة المتجددة “إكس لينكس” المتعلق بتركيب كابلات بحرية بين المغرب والمملكة المتحدة.

وكشفت شركة Spectacular عن رغبتها في “تركيب ما يقرب من 12 مليون لوحة شمسية و530 توربينات رياح بصحراء كلميم على مساحة تقدر بـ 370 ميلا مربعا”.

وأعدت المملكة المتحدة خطة بقيمة 18 مليار جنيه استرليني لإنجاز هذا المشروع الهادف إلى “توفير الكهرباء لزهاء 7 ملايين أسرة بريطانية، وهو الشيء الذي من شأنه أيضا تخفيض قيمة فواتير الكهرباء بالنسبة لتلك الأسر”.

تقارير إعلامية أكدت أن المشروع سيوفر ما يزيد عن 10 آلاف فرصة عمل بالمملكة المغربية بما فيها 2000 وظيفة دائمة.

جدير بالذكر أن مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا، سيمكن من توفير 8 بالمئة من الطلب على الكهرباء بالمملكة المتحدة، انطلاقا من مصادر نظيفة متجددة -الطاقة الشمسية والريحية- في المغرب بقدرة إنتاجية تصل إلى 10.5 ميغاواط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 أشهر

    يرجى تصحيح الرقم 10.5 ميغا واط الى 10.5جيغا واط