أدب وفنون

إلغاء مظاهر الاحتفال وتغييب الجمهور.. مهرجان مراكش يعقد دورة استثنائية تضامنا مع غزة

أجرت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مجموعة من التغييرات على فعاليات دورته العشرين، وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض أبناؤه في قطاع غزة منذ أكثر من شهر ونصف لإبادة جماعية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقرر منظموا المهرجان إقامة فقرة البساط الأحمر داخل قاعة قصر المؤتمرات، بعيدا عن الساحة التي كان يتجمهر فيها المئات من المواطنين المراكشيين لمشاهدة مرور النجوم المغاربة والعالميين فوق السجادة الحمراء ويتفاعلون معهم.

كما ألغت مؤسسة المهرجان جميع مظاهر الاحتفال، منها عروض ساحة جامع الفنا التي كانت تحتضن عرض العديد من الأفلام بشكل مجاني للجمهور، إضافة إلى فقرة استقبال الفنانين المكرمين فيها.

وافتتحت، مساء أمس الجمعة، بقصر المؤتمرات بمراكش، فعاليات الدورة الـ20 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش المنظمة خلال الفترة ما بين 24 نونبر الجاري و2 دجنبر القادم بحضور عدد من نجوم الفن السابع في المغرب والعالم.

وشهدت فعاليات حفل الافتتاح تكريم الممثل الدانماركي مادس ميكلسن بالنجمة الذهبية للمهرجان وذلك تقديرا لمساره الفني والمهني المتألق، فيما سيتم تكريم المخرج المغربي فوزي بنسعيدي خلال باقي أيام المهرجان.

وتعليقا على الجدل الدائر عربيا حول ضرورة إيقاف إقامة الأنشطة الفنية التي تتزامن والحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائلي على قطاع غزة، قالت الفنانة المغربية أمال الثمار، إنها عاشت فترات زمنية صعبة بعد وفاة زوجها ووالديها، إلا أن الحياة لا تتوقف رغم الصعاب التي يمكن أن يواجهها الإنسان.

واعتبرت الثمار في تصريحات صحفية على هامش افتتاح مهرجان مراكش، أن تنظيم الأنشطة الفنية مصدر رزق للعديد من الأشخاص، ومن شأن توقفها أن يؤثر على حياتهم اليومية، مشددة على أن المشاركة فيها لا يمنع الإنسان من الحزن على ما يقع من أحداث في غزة، وأنها تتمنى أن يكون هناك عالم خالي من الحروب والحقد، لأن ضحايا الحروب هم الأبرياء فقط، على حد تعبيرها.

من جانبها، أوضحت الفنانة بشرى أهريش، أن الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تأتي هذه السنة في ظروف خاصة بسبب الفاجعة التي عاشتها المملكة نتيجة زلزال الحوز وما تتب عنه من مشاكل نفسية ومادية للعديد من الأسر، إضافة إلى الأوضاع التي يعيشها العالم حاليا في إشارة إلى حرب الاحتلال الإسرائلي على غزة، مشيرا إلى أنها تساند مؤسسة المهرجان في كل الظروف وفي كافة اختيارتها.


من جهته، قال الفنان المغربي عبد الله فركوس، إن خدمة القضايا الإنسانية ليست دورا من أدوار الفنان، مشددا على أن الفنانين لا يعرفون التحدث في القضايا السياسية “حنا فنانين كنهضرو فالفن ومع الملك والشعب المغربي فقط”.

وأضاف فركوس ردا على سؤال لجريدة “العمق” حول الانتقادات التي توجه لمنظمي التظاهرات الفنية تزامنا مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائلي، “أنه ليس باليد حيلة ولا يجب إلغاء الأنشطة الفنية”.

وأشار إلى أنه سعيد بحجم التضامن الكبير الذي برهن عليه المغاربة خلال فاجعة زلزال الحوز، “ولا يعتقد بأن هناك أي أحد يمكن أن يتعامل مع المغاربة في حال وقع أي سوء للملكة بنفس الطريقة التي تعاملوا فيها مع بعضهم البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *