سياسة، مجتمع

في رثاء الراحل القادري.. الخليفة: رجل وطني رسم معالم حزب الاستقلال وأحد رموز الدفاع عن العمال

جرى اليوم الثلاثاء، دفن جثمان الراحل عبد الحفيظ القادري، القيادي البارز في حزب الاستقلال، والوزير الأسبق لوزارة الشباب والرياضة، المشهود له بوطنيته ومواقفه الجريئة واهتمامه الكبير بالطفولة والحركة الكشفية المغربية، بمقبرة الشهداء بالعاصمة الرباط.

وعرفت جنازة الراحل عبد الحفيظ القادري حضور عدد كبير من الشخصيات والرموز السياسية التي عايشته أثناء عمله النقابي والسياسي والصحافي. قدم فيها القيادي الوطني والوزير الأسبق مولاي امحمد الخليفة، رثاء وشهادات في حق الراحل.

وقال مولاي امحمد الخليفة إن القادري “رجل لا كالرجال، أفنى حياته في الكفاح والنضال في سبيل أن يكون المغرب حرا مستقلا، خلال مرحلة الشباب، وهو خريج المدرسة المولوية التي خرجت الأمثال من أمثاله في التضحية والجهاد في سبيل الوطن، وأنه ساهم في رسم مسار حزب الاستقلال رفقة علال الفاسي.

وأضاف الخليفة أن عودة القادري إلى المغرب بعد انهاء دراسته، “حينها كان الخريجون مثله لا يتعدون أصابع اليد في اختصاصه، وكان اختياره للتخصص من أجل أن ينفع المغرب المستقل، وكان له ما أراده الله له، وهو الإسهام في التنمية الزراعية والفلاحية والمعدنية، وفي خدمة كل ما يتعلق من شأن الأمة غداة استقلالها”.

يقول مولاي امحمد الخليفة وهو لا يكاد يذكر الراحل دون أن يضيف لاسمه “سيدي”، “إن اليوم شاهد على وفاة رحمة الله عليه، ونحن الحضور شهودا على أن محبة خالصة له في القلوب”، مردفا أن “الذي يتوارى كل هذه السنوات وتحضره كل هذه الوجوه الطيبة التي عرفت فضله وتاريخه، فهذا دليل على محبة الله فيه”.

يتابع مولاي امحمد القول: إننا لا نقول هذا رثاء فيه لأنه يستحق الرثاء فقط، ولكننا نقول فيه هذه الكلمات لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أثنيتم عليه وجبت له الجنة، فهو أيضا من الذين يدخلون في سياق وعموم الحديث النبوي الشريف.

لقد كان الراحل عبد الحفيظ القادري وفق كلام الخليفة “مثال الوطني الصادق الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم، ومواقفه تشهد له، وهي كثيرة وكثيرة جدا”، وصلت إلى التضحية بالمنصب وبكل شيء في سبيل أن يكون حاملا الرسالة والأفكار والمبادئ التي أسس من أجلها حزب الاستقلال.

وطنية الراحل تعدت العمل السياسي إلى النقابي، فقد كان وفق كلام القيادي مولاي امحمد الخليفة، من المدافعين عن الطبقة الضعيفة في المغرب، طبقة الشغيلة، خاصة عندما رأى بأنها لم تعد تجد من يدافع عنها ويناضل في سبيلها، كان حينا القادري اسما لامعا في أول مكتب للنقابات الحرة، في الاتحاد العام للشغالين.

في هذا الصدد يقول الخليفة إن الراحل “يؤمن بأن العامل الذي يخدم بأفكاره مثل العامل الذي يشتغل بأيديه”، وهذا ما يفسر أن يكون مهندسا من شاكلته مدافعا عن حقوق العمال والشغيلة، لأنه “يعتبر العمال أعمدة اقتصاد كل الأوطان”.

اشتغل عبد الحفيظ القادري وفق الشهادة التي قدمها الخليفة صحفيا بجريدة الرأي التي يصدرها حزب الاستقلال، وكان وفق تعبير المتحدث “صحفي لامعا في الافتتاحيات التي يكتبها وفي توجيهاته للصحفيين، وكان مثالا وقدوة لخلق إعلام في هذا الوطن، إعلاما من أجل المغاربة، في المساواة والعدل والحرية والديموقراطية. علما من أعلام المغرب”.

يزيد مولاي امحمد من رثاء الراحل، ويقول أنه يعتبر نفسه “بكل فخر تلميذا له”. ويعرض قصة تكشف علاقة الأستاذ بتلميذه، عندما طلب منه الراحل كتابة افتتاحية في جريدة “العمال”، يقول الخليفة: لم أكن مستعدا لأكتب افتتاحية في ذلك الوقت،اجتهدت فيها بعد تكليف القادري، وعندما ا انتهيت منها، قرأتها عليه هاتفيا، وأثنى عليها، وقال إن خاتمتها تحتاج إلى بعض التعديلات”.

يتابع الخليفة القول، أنه طلب منه توجيها يساعده في ختم الافتتاحية، ووجهه الراحل لكتابة عبارة: “والمغرب لن يرضى له أبناءه البررة المصير الذي يُعد له”. مردفا أن هذه العبارة ما يزال يتذكرها إلى يومنا هذا والناس حينها كان يظنون حينها أن الجملة ملكيتي، وهذا سر لأول مرة أكشفه.

القادري سيبقى رمزا للأخلاق والتواضع ومشاركة شعبية رائعة مع كل الناس التي عرفته وعايشته، وهذا ما يفسر وفق الخليفة، الأصوات الانتخابية الكبيرة التي كان يحصلها عليها من حيه الذي يترشح فيه في الرباط.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *