سياسة

رجح استمرار مسار التطبيع.. خبير: الحرب في غزة تشكل ضغطا على صناع السياسة الخارجية بالمغرب

اعتبر الباحث بالمعهد المغربي لتحليل السياسات، سعيد الصديقي أن الجوانب الأخلاقية للحرب الإسرائيلية على غزة، تشكل ضغطا كبيرا على صناع السياسة الخارجية المغربية، نظرا لأن التداخل بين الأخلاق والمصالح معقد للغاية في هذه الحالة.

وعن موقف المغرب من الحرب، يرى الصديقي في ورقة نشرها المعهد حول “المغرب والحرب في غزة: معضلة المبادئ والمصالح”، أن المغرب يجد نفسه اليوم تجاه الحرب في غزة بين مطرقة المصالح الجيوسياسية من جهة وسندان الضغط الشعبي والتزاماته التاريخية من جهة أخرى.

وبخصوص التطبيع، قال “يبدو حتى الآن أنه على الرغم من احتمال تباطؤ عملية التطبيع واحتمال تجميد بعض جوانب التعاون، مثل تأجيل قمة النقب التي كان من المقرر عقدها في المغرب، فإن هذا المسار لن يتوقف نهائيا”.

وارجع السبب في إمكانية استكمال مسار التطبيع، لكون المغرب وقع مع إسرائيل اتفاقيات مختلفة، بعضها أبرم برعاية أمريكية، ومن ثم فإن قطع العلاقات مع إسرائيل سيؤثر بشكل كبير على التزامات المغرب ومصالحه الناجمة عن هذه الاتفاقيات، مشيرا أنه، إذا استمرت الحرب وتفاقمت آثارها الإنسانية أكثر، فقد يضطر المغرب إلى تجميد عملية التطبيع.

ونظرا لعدم وجود مؤشرات على اقتراب الحرب من نهايتها، فإن المغرب، من وجهة نظر المتحدث، “سيظل تحت الضغط طالما استمرت الحرب، رغم أن المغرب اعتاد على اعتماد مقاربة واقعية وبراغماتية في مثل هذه المواقف المعقدة”.

وفي تحليله للتصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية المغربية ردا على الأحداث الجارية في فلسطين، فهي تكشف حسب تعبيره عن نهج متناسق، إذ “على الرغم من تسارع الأحداث المركبة المرتبطة بهذه الحرب المتطورة، تمسك المغرب بموقفه الذي يمتنع عن تحميل المسؤولية لأي طرف في النزاع”.

أما  تأثير المظاهرات الشعبية بالمغرب، فقد كان من وجهة نظر أستاذ العلاقات الدولية، محدودا على الموقف الرسمي للمغرب، وإن  أبدت السلطات تسامحا تجاه هذه المظاهرات، على عكس الأشهر السابقة عندما تم حظر بعض المسيرات المناهضة للتطبيع في الرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *