سياسة

بعد رئاسة خافيير ميلي للأرجنتين.. أي مستقبل للعلاقات الاقتصادية بين الرباط وبوينوس أيرس؟

وجه الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي أنظاره منذ الأيام الأولى لتوليه الرئاسة تجاه المملكة المغربية، حيث وضعها ضمن قائمة 22 دولة التي أجرى مباحثات مع مسؤوليها قبيل توليه مهامه نهاية الأسبوع المنصرم.

ويعتبر المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي وجدت في القائمة، ما يؤكد رغبة بوينوس أيرس في إقامة علاقات أقوى مع الرباط، خاصة على المستوى الاقتصادي.

وعرفت الأرجنتين برغبتها في الانفتاح على باقي الاقتصادات النامية، بهدف التعاون وتحقيق النمو المشترك، كما أن الخطوة تتماشى واستراتيجية المملكة المغربية القائمة على الانفتاح على مجموعة من الأسواق العالمية، حيث انفتحت في الآونة الأخيرة على العديد من الأسواق التجارية المتواجدة بأمريكا الجنوبية.

وللحديث عن أهمية العلاقات الاقتصادية المغربية الأرجنتينية ومستقبلها، أوضح المحلل الاقتصادي، رشيد ساري، أن العلاقات المغربية الأرجنتينية على المستوى الاقتصادي تظل متميز، حيث تضاعفت المبادلات التجارية بنسبة 48 في المئة، سنة 2022 كما تم توقيع 3 اتفاقيات في كل من المجال الفلاحي والمجال البحري أيضا.

وأكد المتحدث ذاته، في تصريح لـ”العمق”، أن الصادرات المغربية تعتمد بالأساس على الفوسفاط الموجه نحو المجال الفلاحي، بينما واردات المملكة تتكون أساسا من اللحوم ومواد أخرى، مضيفا أن المغرب قام بتصدير ما مجموعه 500 مليون دولار إلى الأرجنتين، بينما الأخيرة، صدرت ما قيمته 900 مليون دولار تجاه المملكة المغربية.

واعتبر ساري أن الأرقام المشار إليها رغم أنها لم تتجاوز المليار دولار، إلا أنها تبقى متقدمة، خاصة إذا ما تم تطعيمها بعقد مجموعة من الاتفاقيات في مجالات متعددة.

المغرب، حسب المحلل الاقتصادي، يعد الشريك الثاني لدولة الأرجنتين داخل القارة السمراء بعد مصر، ما يؤكد أهمية المغرب بالنسبة الأرجنتين المنضمة لمجموعة البريكس حديثا، كما لها العديد من الآفاق الاقتصادية الواعدة مستقبلا، مشددا على وجوب تقوية العلاقات بين الطرفين خاصة على مستوى المبادلات التجارية.

ومن جانبه اعتبر محمد جدري، الخبير والمحلل اقتصادي، أن ما جعل الاقتصاد الوطني يتميز بنوع من الصلابة خلال السنوات القليلة الماضية هو العمل على تنويع اقتصاده وشركائه، حيث انتقل من عقد شركات تقليدية تقتصر على بعض دول الاتحاد الأوروبي بدرجة أولى، إلى شركات متنوعة مع دول أسيوية كالصين والهند، ودول أوروبا الشرقية، دون أن ننسى العمق الإفريقي، والاتفاقيات الاقتصادية التي تربطه مع دول أمريكا الشمالية، على حد تعبيره.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المغرب يبحث اليوم عن أسواق جديدة في أمريكا اللاتينية ومن ضمنها الأرجنتين.

وفي حديثه عن المبادلات التجارية بين البلدين، اعتبر المحلل الاقتصادي أنها تبقى محتشمة، مستدركا أنه من المرتقب أن تتطور خلال السنوات المقبلة، سواء تعلق الأمر بالصادرات أو الواردات.

وفي ختام حديثه، أكد المحلل الاقتصادي، محمد جدري، أن الأرجنتين تبحث عن شركاء جدد ما جعلها تصنف المغرب من ضمن 22 دولة، للعمل على تعزيز شركاتها التجارية، ما سيعود بالنفع على البلدين، وفق تعبيره.

جدير بالذكر أن رشيد الطالبي العالمي، رئيس مجلس النواب، مثل الملك محمد السادس، نهاية الأسبوع المنصرم، ببوينوس أيرس في مراسم تنصيب الرئيس الأرجنتيني الجديد، حيث عبر الطالبي عن استعداد المملكة المغربية للرقي بالعلاقات الممتازة التي تجمع بين الرباط وبوينوس أيريس، وذلك على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *