أخبار الساعة، مجتمع

بعد أن عرى الزلزال واقع الجبل.. ائتلاف مدني يسعى لإنصاف سكان جبال الحوز

أسس مجموعة من الفاعلين والنشطاء المدنيين بإقليم الحوز تنسيقية إقليمية للائتلاف المدني من أجل الجبل، بهدف الدفاع والترافع عن حقوق ساكنة الجبل، وتحقيق تكافؤ الفرص وإنصافها.

المنسقة الإقليمية للائتلاف المدني من أجل الجبل، نجية أيت امحند، قالت في تصريح لجريدة “العمق”، إن إقليم الحوز كان يعاني قبل الزلزال، وما هذا الأخير إلا سبب في تعرية “الواقع المرير” الذي تعيش فيه ساكنة المناطق الجبلية منذ سنوات.

وعن أسباب التأسيس، أوضحت منسقة الائتلاف بإقليم الحوز، أن الزلزال أبان عن الحاجة لهيئة مدنية متخصصة وتهتم بالجانب الترافعي، مردفة القول “أن من الأكيد، كل واحد من أعضاء الائتلاف منخرط في العمل الجمعوي”.

والوضع السابق لأعضاء الائتلاف والجمعيات المنخرطين فيها، وفق تصريح أيت امحند، كان يهتم خصوصا بالمجال الاجتماعي والثقافي والرياضي، ويغيب عنه الجانب الترافعي عن الملفات المطلبية للساكنة.

وتأسفت نجية بالقول: “بكل أسف ليس هناك من يسمع أنين مشاكل ساكنة الجبل إلى الرأي العام، لهذا ولدت الحاجة الماسة لتأسيس الائتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز، مبرزة أن مجال اشتغاله الأساس هو الترافع عن قضايا الجبل”.

وأشارت أيت امحند، في التصريح ذاته، إلى أن الائتلاف هيئة مستقلة تسعى للمساهمة في سن سياسات ترابية عادلة ومنصفة للجبل، وفي نفس الوقت، هي قوة اقتراحية ضاغطة ومنفتحة على جميع الهيئات.

وشددت المتحدثة على أن عمل الائتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز لن ينتهي بانتهاء مشاكل وآثار الزلزال، لأن مشاكل ومعاناة ساكنة المناطق الجبلية، وفق كلام نجية “واقع معاش قبل وبعد هذه الكارثة الطبيعية”.

وأضافت نجية مفترضة حل جميع الملفات العالقة التي لها علاقة بالزلزال، فإن هناك مجموعة كبيرة من الملفات والقضايا ومعاناة بالجملة تعاني منها ساكنة الجبل، تحتاج للترافع المدني.

ووفق البيان التأسيسي، فإن التنسيقية الاقليمية للائتلاف المدني من أجل الجبل بالحوز “أخذت على عاتقها مسؤولية تصدر المشهد من أجل الترافع عن قضايا الجبل عامة وقضايا جبال الحوز خاصة من أجل تجاوز جميع أشكال الإقصاء والتهميش التي طالما طالت منطقة الحوز”.

وأوضح المؤسسون أنهم سيعملون على “دعم مشاركة المجتمع المدني في بلورة رؤية شاملة ومتكاملة لسياسة وقانون منصف للجبل، وكذا إيجاد آليات ملموسة لتحقيق تكافؤ الفرص عبر تنمية الوعي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن أجل المساواة والمواطنة الكاملة”.

كما ستعمل التنسيقة وفق بيانها التأسيسي “خلق مساحة للالتقاء بين مختلف الفئات التي تتقاسم هموم الجبل لتبادل الخبرات وخلق جسور للتواصل بين مختلف الفعاليات المدنية، والعمل على تطوير مختلف الآليات لخلق قيادات قادرة على صنع مستقبل جدي وواعد للجبل في ظل مغرب جديد يقوم على مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية المجالية”.

وأضاف البيان أن فاجعة زلزال الحوز عرت “الواقع البئيس” الذي تعرفه المناطق الجبلية، وأبانت عن “فوارق بنيوية ومجالية نتجت عن سياسات تنموية طالما كان الجبل خارج نطاق أهدافها إما بشكل مباشر أو غير مباشر”.

ويؤمن المؤسسون بضرورة “إنصاف الجبل” باعتباره “منتجا لثروات الوطن لكنه لا ينال منها إلا الفتات”، منتقدين ما سموه بـ”اتخاذ سياسات حكومية موسمية لا تنفذ إلى عمق الإشكالات الحقيقية التي تعانيها المناطق الجبلية”.

كما سجلو “غياب سياسات عمومية تراعي في ثنايا برامجها التفاوتات الجغرافية، وتستحضر مبدأ الإنصاف والعدالة المجالية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *