اقتصاد، سياسة

المغرب ونيجيريا.. رؤية مستقبلية لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات

يعتزم المغرب ونيجيريا السير نحو تعزيز علاقاتهما المستقبلية شتى المجالات سواء السياسية، أو الاقتصادية، ولعل أبرز مؤشرات هذه الرغبة المشتركة، دعوة الملك محمد السادس، للرئيس النيجري بولا أحمد أديكونلي تينوبو، للقيام بزيارة للمغرب.

وعقب هذه الدعوة حل مباشرة وفد حكومي نيجيري رفيع المستوى بالمغرب، يقوده وزير الدولة بجمهورية نيجيريا الفيدرالية المكلف بالموارد البترولية، إكبيريكبي إيكبو، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في مجموعة من المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي، خاصة وأن البلدين تجمعها شراكات مهمة تتعلق أساسا بالمجال الطاقي.

وأجرت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، مباحثات مع وزير الدولة المكلف بالموارد البترولية، إكبيريكبي إيكبو، من أجل مناقشة التقدم المحرز في مشروع أبنوب الغاز نيجرييا المغرب ومشاريع عدة ذات صلة بمجال الطاقة والتنمية.

وحديثا عن العلاقات الثنانية بين البلدين، أوضح المحلل الاقتصادي، سعيد أوهادي، أن زيارة العاهل المغربي إلى نيجيريا، وتوقيع اتفاقية مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب، أضحى يشكل أساسا لتصور مستقبل العلاقة بين الطرفين بشكل خاص والقارة السمراء عموما.

ويرى المتحدث أن العلاقات الاقتصادية بين الدولتين لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، مذكرا بأن المبادلات التجارية بين المغرب ودول غرب إفريقيا عموما ضعيفة جدا ولا تتجاوز 3,2% من الصادرات المغربية و 2,5% من واردات المملكة.

وأشار الأستاذ الجامعي في تصريحه لـ “العمق” إلى أن المبادلات التجارية بين الجانبين انخفضت بين 2013 و 2020، إذ تحتل نيجيريا المرتبة 25 بين موردي المملكة ويحتل المغرب المرتبة 43 بين موردي نيجيريا.

وأكد أهادي، أن واردات المملكة المغربية من نيجيريا تتمثل أساسا في المواد البترولية، بينما صادرات المملكة تشمل المواد الفلاحية وعلب السردين والأسمدة والألبسة.

واستدرك حديثه قائلا إن “العلاقات الاقتصادية تطورت بشكل ملحوظ منذ انطلاق مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، حيث دشنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط سنة 2022 بمدينة كادونا شمال نيجيريا مصنعا على مساحة 10 هكتارات، بقدرة إنتاجية وصلت إلى 120 طن في الساعة”.

وتابع: “كما تم تدشين وحدة للتخزين بطاقة استيعابية 25000 طن، ومركز حديث للتكوين ومختبر مجهز بتكنولوجيا متطورة، ومزرعة لإجراء الأبحاث الزراعية وتكوين المزارعين، ومن المنتظر افتتاح مصنعي بمدينتي اوكون وسوكونو في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.

واعتبر المتحدث أن العلاقات المغربية النيجيرية من المنتظر أن تعرف تطورا ملحوظا منذ الاتصال الأخير بين قائدي البلدين، مضيفا أن مبادرة الأطلسي تظل متفردة، حيث سيتم ربط 13 دولة بالساحل الأطلسي، بالإضافة إلى النيجر وبوركينافاسو ومالي، ما يمثل خطوة مهمة للتكامل الاستراتيجي بين دول شمال وغرب أفريقيا زائد دول الساحل.

وأوضح المحلل الاقتصادي، أن نيجيريا تعد أكبر اقتصادات القارة كما أنه يشهد تنمية شاملة منذ تولي الرئيس السابق زمام الأمور، والمملكة المغربية تصبو إلى الرفع من مبادلاتها التجارية بين نيجيريا ودول غرب إفريقيا في أفق الإنضمام إلى “سيدياو” أو خلق تنظيم جديد يتسع لكل الأطراف المعنية.

“وسبق للمغرب أن استثمر في 18 دولة إفريقية، بما في ذلك نيجيريا، وشملت هذه الاستثمارات قطاع الأسمدة والأبناك، والإتصالات والبنيات التحتية والمواد الغذائية والألبسة، كما توجد آفاق واعدة بين الدولتين في مجالات السيارات والطائرات والتربية والتكوين”، يقول المحلل الاقتصادي.

وفي ختام حديثه شدد المحلل الاقتصادي، سعيد أوهادي، على أن المشاريع الكبيرة التي يسعى المغرب إلى إقامتها جنوب المملكة، تؤكد توجه الاقتصاد المغرب إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء، وجعل المملكة البوابة الواجب المرور عليها لتحقيق المبادلات بين مختلف قارات العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *