خارج الحدود، مجتمع

بينهم رؤساء دول سابقون.. شخصيات عالمية توجه “نداء غزة” لإنقاذ الضمير الإنساني قبل فوات الآوان

وجه مفكّرون ومثقفون وقيادات دينية وشخصيات عامة وأدباء وفنانون من مختلف دول العالم، إعلانا عالميا لإنقاذ الضمير الإنساني قبل قوات الآوان، تحت شعار: “الفظائع الجارية في غزة تَحَدُّ أخلاقي للعالم أجمع”.

ومن بين الموقعين العرب على الإعلان، عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية سابقا، والرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، وأيمن نور، مرشح سابق لرئاسة جمهورية مصر، وأسامة الرفاعي، المفتي العام للجمهورية السورية.

كما يوجد ضمن الموقعين العرب، الفنان المغربي رشيد غلام، توكل كرمان، ناشطة يمنية حائزة على جائزة نوبل للسلام، حمادي الجبالي، رئيس الوزراء التونسي الأسبق، عطا الله حنّا، مطران بفلسطين، إلى جانب شخصيات عربية وإسلامية وغربية عديدة.

وقال الإعلان الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن “فظائع رهيبة تستهدف أكثر من مليوني إنسان مــن الشـعب الفلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء”.

واعتبر الموقعون على الإعلان، أن ما يقع “يمثل تحدياً أخلاقياً للعالم أجمع يستدعي يقظة إنسانية عاجلة ومراجعة مبدئية صارمة”.

وأعلن الوقعون رفضهم “غضّ النظر عن الجرائم الشنيعة ضدّ الإنسانية الجارية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تتخذ طابع الإبادة والتطهير العرقي”، مستنكرين “بأقصى العبارات ما يحظى به ذلك من دعم عسكري وسياسي ودعائي متواصل من جانب قوى دولية”.

وقال الإعلان العالمي، إن هذه التطوّرات “كشفت أنّ عالمنا يعاني اختلالات جسيمة، وأزمة أخلاقية متفاقمة، ومعضلة قيمية مستعصية، وممارسات دعائية مضلة”.

وحذّر المصدر ذاته مما اعتبرها “عواقب يجرها تغييب المواثيق والشرائع وإسقاط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني؛ على السّلم العالمي ومصالح الشعوب”.

ويرى الموقعون أن “دعم الاحتلال العسكري وسياسات القهر والاضطهاد وحملات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب، بسرديّات تتذرّع بالأخلاق والمبادئ والإنسانية؛ هو تغليف مضلّل يتخذ من الشعار الأخلاقي والمبدئي والإنساني أداة قتل وقهر واضطهاد”.

وشددوا على أنه “ليس مقبولاً استدعاء القيم والمبادئ والمواثيق أو تعطيلها بصفة انتقائية سافرة حسب أولويات السياسة واتجاهات المصالح”.

وبحسب المصدر ذاته، فإنّ “تناقض مواقف القوى الدولية حسب مصالحها واستقطاباتها؛ ينزع المصداقية عن مواقفها عموماً”.

وأضاف الإعلان أن “العدوان الرهيب الجاري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفقد شعوباً وجماهير حول العالم ما تبقى لديها من ثقة بأخلاقيات النظام الدولي، وبعمل العدالة الجنائية الدولية، وبمفعول القيم والمبادئ والمواثيق والشعارات في الواقع”.

واعتبر أن “من بواعث الفزع أن تحتفي منصات دولية وسياسية وإعلامية بخطابات مكرّسة لتبرير العدوان وتمجيد مقترفه ولوم ضحاياه وتحميلهم المسؤولية عن مصيرهم المرعِب قتلا وسحقاً وتعطيشاً وتجويعاً وتشريداً”.

ووفق الإعلان، فإن “ما يجري في فلسطين يُعيد إلى الأذهان فصولاً مُرعبة من ذاكرة العهد الاستعماري. إنّ هذا يؤكد أهمية فتح ملفات الاستعمار ومحاكمته أخلاقياً ومبدئــيـاً واستلهام العظات اللازمة منه للحاضر والمستقبل”.

واستهجن الإعلان “وضع بعض البشر فوق بعض في المرتبة والحقوق والاهتمام، وننبذ المساس بكرامة أي من الشعوب والجماعات البشرية بصفة صريحة أو إيحائية”.

وشدد على أنّ “الفظائع الجارية في غزة مثال مُعبّر عن عالَم يُعاني من اختلالات جسيمة على حساب جنوب الكوكب وشعوبه ومجتمعاته، وهذا يتطلّب نهجاً تصحيحياً عاجلاً بلا هوادة”.

وحذر الموقعون من “نهج احتكار الحقيقة ومصادرة القيم والمبادئ وتشغيلها انتقائياً حسب مصالح القوى الدولية وفرض سردية أحادية على العالم تقوم على التحيّز والغطرسة والتجاهل والتبرير”.

وأضافوا أنّ “عالماً يُقرر تشغيل قيمه ومبادئه ومواثيقه بصفة انتقائية، ولا تتكافأ فيـه أرواح البشر أو تتساوى فيه حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم، هو عالم جائر يزرع الغضب في صفوف أجيال تلحظ الفجوة بين شعارات نبيلة وممارسات مروّعة”.

وشددا على أن “الرضوخ لخطابات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي سمعت من منصات دولية وثقافية وإعلامية يمثل تهديداً للإنسانية جمعاء وليس للشعب الفلسطيني وحده”.

وفي هذا الصدد، حذر الإعلان من إسباغ أوصاف “الحضارة” و”التحضّر” و”الإنسانية” و”الخير” و”النور” على سياسات الإبادة وجرائم الحرب، ومن تبرير الفظائع عبر نزع الإنسانية عن الشعوب المضطّهَدة وتسميم أجواء التعايش الإنساني والتفاعل الثقافي في عالم متنوع.

وتابع الإعلان: “يفتقد عالمنا سُلطة مساءلة أخلاقية تقف في وجه الغطرسة والسطوة وانتهاك المواثيق والشرائع وسياسات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والاضطهاد”.

وأردف: “صار ملحاً خوض نقاش فلسفي وفكري وثقافي عالمي للتحقق من مدى جاهزية عالمنا المبدئية والأخلاقية للامتثال للمواثيق الإنسانية والدولية والتصدي لحملات الإبادة والتطهير العرقي وسلب حقوق الشعوب وحرياتها”.

ودعا الموقعون روّاد الفلسفة والفكر والثقافة والأدب والفن وقادة المجتمعات الدينية والمدنية، إلى” النهوض بدورهم المبدئي والأخلاقي في إنصاف الحقوق والعدالـــــة والحرية وكرامة الإنسان في فلسطين وفي كلّ مكان، وفي التصدي للظلم والقهر والاضطهاد والإبادة والتطهير العرقي والسياسات العنصرية”.

واعتبروا أنه “يتعيّن إعلاء صوت الضمير الإنساني بشجاعة وقبل فوات الأوان، فالجرائم ضدّ الإنسانية انتهاك للبشرية جمعاء وليس فقط لضحاياها المباشرين الذين تُسلب حقوقهم في الحياة والأمان والحرية والكرامة في فلسطين”.

وختم الإعلان بالقول إن “عالماً يُحدّد موقفه من الفظائع والانتهاكات طبقاً لهويّة الجاني وهويّة الضحية؛ هو عالم لا أمان فيه ولا حقوق ولا عدالة، ولن تتورّع دوله وجيوشـه عـن الفتك ببعض البشر لتمكين بعض السياسات التي تُقدّم مصالحها على التزاماتها والمعلنة”.

وفيما يلي اللائحة الأولى للتوقيعات:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *