اقتصاد

الأمطار تحيي آمال الفلاحين.. وخبراء: ستساعد في تحسين جودة التربة وتوفير المواد الغذائية

بعثت التساقطات المطرية الأخيرة “الأمل” في نفوس الفلاحين، بعد أسابيع من انتظار الأمطار وفي ظل تراجع مهول في مخزون مياه السدود، ما تسبب ي تخوفات من تأزم الوضع الفلاحي أكثر مما هو عليه.

ومن شأن التساقطات المطرية الأخيرة أن تنعش المساحات الزراعية والموارد المائية، خاصة أن المغرب سجل خلال السنة الحالية عجزا مائيا ناهز 70 بالمئة، ما يطرح تساؤلات حول تأثير التساقطات المطرية الحالية على توفير مردودية جيدة تعود بالنفع على السوق المحلي.

حديثا عن أهمية الأمطار الأخيرة ومدى انعكاسها على الثروة المائية، أكد الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، أن الأمطار الأخيرة سيكون لها وقع إيجابي على الفرشة وحقينة السدود أيضا، إلا أن مسألة إنقاذ الموسم الحالي أمر لا يمكن التكهن به، خاصة وأن التساقطات المسجلة بالمقارنة العجز المائي المسجل منذ بداية الموسم يؤكد تراجع الثروة المائية.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ “العمق”، أن حقينة السدود لحدود اللحظة لا تتجاوز 25 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية، حيث سجلت 34 بالمئة، كما أن المعطيات المسجلة تظهر الفارق المسجل على مستوى المياه السطحية، ناهيك عن المياه الجوفية التي تراجعت بشكل كبير من منطقة لأخرى ومن حوض لآخر.

وأضاف أن الأمطار الأخيرة ستساهم في تحسن الوضع على مستوى الزراعات الربيعية والخريفية، وتعطي دفعة قوية لقطاع تربية المواشي من خلال توفير الكلأ، خاصة بعد ارتفاع أثمنة الأعلاف إثر الظروف المناخية الحالية، ووفرة الأمطار ستوفر الكلئ الطبيعي للمواشي، ما سيؤدي إلى انخفاض التكلفة.

واعتبر أن الأهم هو وجود تساقطات ثلجية في الآونة الأخيرة، متراكمة في قمم الجبال، ويتعلق الأمر بمجموعة من المناطق وعلى رأسها إفران، وأزيلال، بويبلان وغيرها، مؤكدا أن الثلوج ما زالت مستقرة عكس التساقطات السابقة التي تلتها درجات حرارة مرتفعة أدت إلى ذوبان الثلوج وعدم الاستفادة منها بالطريقة الصحيحة.

وحسب المصدر ذاته، فإن المملكة المغربية، من المرتقب أن تشهد نوع من المنخفضات الرطبة التي ستؤدي إلى تحسن الوضعية المائية، مشيرا إلى أن التساقطات الأخيرة لا يجب أن تحول دون تفعيل الإجراءات الاستعجالية التي تم الإعلان عنها مسبقا.

وأشار الخبير إلى أن التساقطات الثلجية تبقى جد مهمة، كما أن ذوبان الثلوج بشكل إنسيابي يغذي العيون والفرشة المائية بشكل طبيعي، وانخفاض درجات الحرارة يساعد على هذا الأمر.

من جانبه، أكد ياسين بن عدي، مستشار فلاحي خاص معتمد من وزارة الفلاحة، أن تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على المجال الفلاحي يعتمد على عدة عوامل مثل كمية الأمطار، وتوزيعها، ونوع التربة، والمحاصيل المزروعة

واستدرك بالقول: “إلا أنّ بعض الانعكاسات المحتملة تشمل زيادة في إنتاج المحاصيل، بحيث أن التساقطات الجيدة قد تؤدي إلى زيادة في توفر المياه اللازمة لنمو المحاصيل، مما يؤدي إلى زيادة في الإنتاجية والمحاصيل القوية”.

وأضاف أن الأمطار الأخيرة تساعد في تحسين جودة التربة وتوفير المواد الغذائية اللازمة لنمو النباتات، مما يؤدي إلى محاصيل أكثر صحة وقوة، علاوة على ذلك فإن التساقطات بكميات كبيرة، قد تقلل الحاجة إلى إجراءات الري الاصطناعي، مما يقلل من تكاليف الإنتاج والعبء على المزارعين.

وحسب تصريح بن عدي لـ”العمق”، فإن الأمطار المسجلة تساعد على إحياء النباتات والحشائش البرية، مما يزيد من التنوع البيولوجي في المزارع ويعزز البيئة الطبيعية.

واعتبر أن التساقطات الأخيرة ستساهم في نمو الأعشاب والعشب الطبيعي، مشيرا إلى أن هذه التساقطات ستؤثر بشكل إيجابي على عدة أنواع من الزراعات، ومن بينها، المحاصيل الغذائية، مثل القمح، والشعير، والذرة، والأرز، والشوفان، خاصة وأن هذه الزراعات تتطلب كميات كبيرة من الماء لنموها وتطورها، ولذلك فإن التساقطات المطرية الجيدة تعزز من إنتاجيتها.

“ومن بين المزروعات الأخرى نجد المحاصيل الخضرية، كالطماطم، والفلفل، والبطاطس، والبصل حيث تستفيد هذه النباتات من الترطيب المنتظم الذي توفره التساقطات المطرية، مما يؤدي إلى نمو جيد ومحاصيل ذات جودة عالية”، يؤكد الخبير الفلاحي.

وأوضح المستشار الفلاحي أن الفواكه مثل العنب والتفاح، والبرتقال، تعد من بين المنتجات المستفيدة أيضا، خاصة وأن إنتاج الفاكهة يعتمد بشكل كبير على المياه، والتساقطات المطرية الوفيرة تساعد في تحقيق نمو جيد للأشجار وإنتاج كميات جيدة من الفاكهة.

ويرى المتحدث أن التساقطات الأخيرة ستعود بشكل إيجابي على المحاصيل العلفية مثل الذرة والشعير والنخيل، موضحا أن التساقطات المطرية الجيدة تزيد من كميات العلف المتاحة للماشية والحيوانات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *