سياسة

سياسيون وحقوقيون يصفون مسيرة البيضاء بـ”الشوهة والعار” ويعتبرونها ضد الديمقراطية

وصف سياسيون وإعلاميون مغاربة، مسيرة الدار البيضاء، التي نُظمت صباح اليوم الأحد ضد ابن كيران وحزب العدالة والتنمية، بـ”الشوهة” و”الفضيحة”، معتبرين أن ما قامت به الداخلية من جمع الناس في مسيرة ضد الحكومة، دليل على أن “الدولة لا رغبة لها في أي تغيير”.

القيادي الاتحادي ووزير الشغل السابق، جمال أغماني، اعتبر أن الديمقراطية لا تحتمل ما عرفته هذا الصباح مدينة الدار البيضاء، مشيرا في تدوينة له على فيسبوك، أن الديمقراطية تدبر بالخلاف الفكري وبالبرنامج والبرنامج المضاد، وتقديم حصيلة من تحملوا المسؤولية وبصناديق الاقتراع.

البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، حسن طارق، وصف مسيرة البيضاء بكلمة واحدة على حسابه الفيسبوكي، حيث كتب: “القيامة”، فيما علق القيادي في حزب العدالة والتنمية خالد الرحموني، مسيرة اليوم بأنها “مسخرة ومهزلة وانحطاط وخفة وجنون سلطوي وغباء سياسي ومقامرة رخيصة في مشهد مثير للسخرية والشفقة”، مضيفا بالقول”: “لن توقفوا زحف الإصلاح الديمقراطي”.

الباحث في العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، قال إن ما يحدث هذه الأيام في الساحة السياسية المغربية، دليل ـ لمن يحتاج إلى دليل ـ على أن الدولة من رأسها إلى أساسها لا رغبة لها في أي تغيير، محذرا من أنه “إذا ما استفحل ما يحدث اليوم، وتمادت الدولة في “لا سياستها”، فإن القادم من أيام أو أشهر أو حتى سنوات، سينتقل من السيء إلى الأسوء”.

وأضاف في تدوينة له على حسابه بفيسبوك، الدولة عقلها مع ذاكرتها، وهي سائرة على نفس النهج الذي سارت عليه منذ عام 1959 عندما عمل ولي العهد – مدعوما من مستشاره رضى كديرة – كل ما في وسعه لإسقاط حكومة عبد الله إبراهيم، مرورا بكل الأزمات السياسية التي تسببت فيها سياسة الحسن الثاني ومستشاريه وأحزابه، حسب قوله.

الإعلامية المغربية فاطمة بوغندور، وصفت مسيرة البيضاء بالمهزلة الحقيقية، وكتبت على صفحتها بالفيسبوك :”تالله فضيحة بكل المقاييس.. عفن وشوهة وعااار.. حافلات تحمل نساء يزغردن ويطلقن أهازيج والصلاة والسلام على رسول الله.. شبان يحملون تيكيت “الكريساج” في جباههم، شي وحدين معارفينش لاش جايين ولا اشنو هي حكومة ولا اشنو هي برامج الانتخابات، عارفين غير يصبعوا لتصاور بنكيران”.

الإعلامي أنس عياش، كتب على حسابه في فيسبوك: “أن تخرج السلطة الرعاع والغوغاء للاحتجاج ضد بنكيران، مؤشر على ارتباك كبير، وما يتواتر من عجائب هذه الأيام مخيف، تهديد بقتل تلك البذرة الديمقراطية التي عندنا”.

بدوره هاجم القيادي في حركة 20 فبراير، نجيب شوقي، مسيرة البيضاء واصفا إياها بـ”لعب دراري”، مشيرا إلى أن هذه المسيرة مفبركة وموجهة من جهات معلومة لن يوقف مواجهة التدخل في العمل الحزبي وعملية “لو كنترول” القبلي والبعدي للعملية الانتخابية.

وأضاف في تدوينة له على حسابه فيسبوك، أن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران رفض التنازل عن مكتسبات 2011 وتمرد على آلة الضبط المخزني، وهو ما تسبب في ردود أفعال غير مسبوقة من طرف قوى النكوص السلطوية، التي تحاول إعادة عقارب السياسة لما قبل 20 فبراير 2011، حسب قوله.

وأوضح الناشط الحقوقي، أنه رغم كل ما يقال عن التجربة المغربية المعلولة بدستور لم يحسم في تحييد الملكية عن السلطة التنفيذية، إلا أن المرحلة التأسيسية للانتقال الديموقراطي في سكتها الصحيحة، “وعلى بنكيران الصمود أكثر في وجه السلطوية الجديدة، لكي نعبر بهدوء نحو التأسيس للملكية البرلمانية في العشر سنوات القادمة، لا رجوع ولا تراجع للوراء، فالمغاربة سيعبرون بعد أسابيع عن رفضهم الوصاية المخزنية وسينتصرون للاختيار الديموقراطي، لم يعد المخزن يرعبهم لكنهم يصبرون على طيشه خوفا على وطنهم”.