أما بعد

أما بعد.. نادي نهضة بركان يسقط ورقة التوت عن نظام العسكر

ظل النظام العسكري في الجزائر لعقود يردد أسطوانته المشروخة بخصوص ملف الصراع المفتعل بالصحراء المغربية بكونه غير معني به وأن القضية بين المغرب و”الشعب الصحراوي”، إلا أن الواقع يكذب ادعاءات النظام الجزائري ويكشف أنه المسؤول عن كل تفاصيل الصراع.

ومنذ تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975 من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، دأبت “الجارة” الشرقية على إصدار مواقف معادية للمملكة بناء على موضوع الصحراء، إذ أقدمت بعد شهر من هذا الحدث على طرد آلاف المغاربة المقيمين فيها بمبررات واهية.

وأظهرت الجزائر نواياها مجددا آواخر سنة 2020 بعد تحرير معبر الكركرات وطرد مرتزقة تابعة لجبهة البوليساريو عرقلوا حركة المرور بين المغرب وموريتانيا على مستوى هذه النقطة الحدودية لأزيد من أسبوعين، داعية المملكة إلى الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية التي من شأن انعكاساتها التأثير على استقرار المنطقة برمتها.

وفي سنة 2021، دعا رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، المغرب إلى العودة بسرعة إلى حل مقبول وفق القانون الدولي، وقال في مقابلة مطولة مع مجلة “لوبوان” الفرنسية: “وإذا كان البعض يعتقد أنه بافتتاح القنصليات في العيون والداخلة تكون قضية الصحراء قد انتهت، فهم مخطئون، كذلك إنّ اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لا يعني شيئاً”.

ويعتبر احتجاز لاعبي نهضة بركان وأقمصته التي تحمل خريطة المغرب كاملة آخر ما قام به مسؤولو هذه الدولة التي لا تشبهها دولة في العالم، معتبرة خريطة على قماش استفزازا لها ومسا بسيادتها، مجندة كل الوسائل من أجل الترويج لروايتها التي لا يمكن لعاقل أن يصدقها.

ودفع النظام الجزائري، في إطار ردود أفعاله المعهودة، الأندية الرياضية للتضامن مع نادي اتحاد العاصمة الذي لم يتعرض لاعبوه للاحتجاز ولا أقمصتهم للحجز ضد ما سمي بـ “الاستفزازات والأساليب غير الرياضية” التي لجأت إليها بعثة نادي نهضة بركان.

وبحسب بيانات الأندية، فإن قميص نهضة بركان بخريطة المملكة المغربية هو اعتداء على السيادة الوطنية الجزائرية، وهو قميص يستدعي إعلان مساندة دولة الجزائر التي تتعرض سيادتها للاعتداء.

نادي شبيبة القبائل في بيان نشرت تفاصيله صحف جزائرية أدان بشدة استعمال الأعمال السياسية في المجال الرياضي، بهدف استفزاز الجزائر ومؤسساتها الرياضية، مشيرا إلى أنه “لا يمكن أن يظل صامتا أمام مثل هذا الاستفزاز الذي يمثل مناورة يائسة وغريبة عن المبادئ واللوائح الرياضية”، فمتى كانت الوطنية استفزازا للدول؟.

والأمثلة في هذا الشأن أكبر من أن تحصى، إذ مع كل موقف من المغرب تجاه عصابة البوليساريو حول أراضيه الجنوبية يسارع نظام العسكر في الجزائر بالتحدث بلسان العصابة واتخاذ مواقف متسرعة وعدائية تنم عن كونه المسؤول الأول والأخير عن هذا الصراع حتى وإن ادعى غير ذلك.

ويرى متتبعون أن النظام الجزائري منذ استقلاله وهو يحاول استغلال قضية الصحراء المغربية لتخدير الشعب الجزائري الذي يعاني الويلات مع نظام عسكري يستغل البلاد التي تزخر بموارد طبيعية هائلة لصالح رموزه دون أن يتمكن من إخراج شعب الجزائر من من دائرة الفقر.

وجاء في تحليل نشره موقع “وورلد كرانش” في يونيو 2023، أن ثروة الجزائر الهائلة من الموارد الطبيعية “لم تعد كافية لإخفاء تخلف اقتصاد البلاد عن الجيران المغاربيين، ومن المرجح أن تواجه صعوبات خطيرة في حوالي عام 2028”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *