سياسة

بعد قرار عزله.. هل ادعى بودريقة إجراء عملية على القلب للتأثير على الداخلية؟

كشف قرار الحكم المعلل لعزل محمد بودريقة من رئاسة مجلس مقاطعة مرس السلطان، عن “عدم اقتناع سلطات وزارة الداخلية بمرض بودريقة كمبرر لغيابه عن أداء مهامه، لأزيد من ثلاثة أشهر”.

وأشار القرار إلى تقديم بودريقة لوثائق طبية لم تتضمن إجراءه عملية على القلب، بعدما كشف سابقا أنه أجرى عمليتين على شرايين القلب، مما يطرح سؤالا مفاده “هل ادعى بودريقة خضوعه لعملية على القلب للتأثير على الداخلية؟”.

وأورد قرار الحكم، اطلعت جريدة “العمق” على نظيره، أن الجواب الذي قدمه محمد بودريقة لممثل الداخلية، قصد تبرير انقطاعه عن العمل، تضمن “وثائق غير رسمية على اعتبار أنها ملف طبي يتكون من نسخة من وثيقة شهادة طبية”.

وأضاف المصدر ذاته، أن تلك الوثائق الطبية قُدمت “مكتوبة باللغة الإنجليزية، منها شهادة تحمل توقيع طبيب من دولة تركيا، وتخطيط القلب وتحاليل طبية مكتوبة باللغة التركية، إضافة إلى قرص مدمج يزعم أنه يتضمن تقارير طبية، والذي اتضح بعد فتحه أنه يتضمن راديو الرئة”.

وأضاف قرار المحكمة الابتدائية الإدارية بالبيضاء، “أن الوثائق المدلى بها من طرف بودريقة، إضافة إلى أنها غير ذات مصداقية وغير واضحة لتبرير الغياب، فقد توصلت بها مصالح العمالة في إطار مراسلة غير رسمية موقعة من طرف مدير المصالح بمقاطعة مرس السلطان، علما بأنه لا يتوفر على هذا الاختصاص طبقا لمنطوق المادة 104 من القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات”.

ولم يذكر القرار، أن الوثائق المدلى بها من طرف محمد بودريقة تضمنت وثيقة تقر بإجراء الأخير لعملية جراحية على مستوى القلب، كما سبق وصرح بذلك بودريقة للصحافة وعبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

واعتبرت المحكمة الإدارية في قرارها، أنه “لا يمكن اعتماد الوثائق الطبية التي قدمها بودريقة قانونا لتبرير غيابه عن أداؤ مهامه، مما يجعله تحت طائلة وجود حالة الانقطاع غير المبرر لمزاولة المهام”.

وهكذا، قررت المحكمة عزل محمد بودريقة عن مزاولة مهام رئيس مجلس مقاطعة مرس السلطان مع ما يترتب على ذلك من آثار قانونية.

وقضت المحكمة الإدارية بالبيضاء، أول أمس الاثنين 6 ماي 2024، بقبول طلب عامل عمالة مرس السلطان الفداء، القاضي بعزل رئيس مقاطعة مرس السلطان محمد بودريقة، بسبب غيابه عن مزاولة مهامه لما يزيد عن ثلاثة أشهر.

وعرض عامل عمالة مقاطعة الفداء مرس السلطان، في مقال استعجالي مقدم للمحكمة الإدارية، أن محمد بودريقة، قد تغيب عن مزاولة مهامه بالمجلس منذ الدورة العادية لشهر يناير 2024 المنعقدة بتاريخ 2024/01/10 علما بأنه لم يحضر ولم يترأس الدورة ولم يدل بعذر كتابي لتبرير الغياب.

غياب بودريقة، حسب تعليل قرار المحكمة الإدارية القاضي بعزله، “أثر بشكل سلبي على الاحتياجات المرفقية التي يتطلبها السير العادي للمقاطعة، كما سبب شللا تاما بمختلف المرافق الإدارية، الشيء الذي أضرّ بمصالح المواطنين”.

بودريقة يصدم تجمعيي البيضاء

أربك عزل محمد بودريقة من رئاسة مقاطعة مرس السلطان، قبل يومين بفعل قرار قضائي، حسابات فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بالدار البيضاء.

وفي هذا السياق، قال عبد الصادق مرشد، رئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة الدار البيضاء، في تصريح لجريدة “العمق”، إن “عزل بودريقة لم يكن مخططا له”.

وأضاف مرشد، أن ما يهمهم اليوم هو إيجاد الشخص المناسب لتدبير مقاطعة مرس السلطان في إطار التحالف، هذا الأمر سيكون محل مفاوضات، والأجدر بالمنصب سيناط إليه، وفق تعبيره.

ويعمل المنسقون الجهويون لأحزاب التحالف من أجل تزكية مرشح جديد لخلافة محمد بودريقة في رئاسة مقاطعة مرس السلطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *