سياسة، مجتمع

شهادات خاصة.. الصمدي يكشف دور إمارة المؤمنين في تحصين الأسرة المغربية ومنظومة القيم (فيديو)

استعرض خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، دور إمارة المؤمنين في إصلاح الحقل الديني وتحصين الأسرة المغربية وتثبيت القيم الجامعة، ضمن برنامج “شهادات خاصة” الذي أعدته جريدة “العمق” في إطار مرور 25 سنة على تربع الملك محمد السادس على العرش.

وأوضح أستاذ التعليم العالي ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، أن التاريخ يلتقط العبارات المؤثرة والفارقة ويخلدها بمداد الفخر والاعتزاز، مشيرة إلى أن بين أهم العبارات في حق إمارة المؤمنين هي قول الملك “بصفتي أمير المؤمنين لن أحل حراما ولن أحرم حلالا”.

واعتبر الصمدي في حوار مصور، أن هذه العبارة ستظل مستمرة على مر الزمن، مشيرا إلى أنه بالرغم من قصرها، إلا أنها تختزل أبعادا كثيرا على المستوى العملي في مجالات متعددة، خاصة في تدبير الحقل الديني حيث يقوم الدين على الحرام والحلال.

مدونة الأسرة

في هذا الصدد، يرى الصمدي أن الإعلان رسميا وبصيغة الجزم بأن إمارة المؤمنين لن تحرم حلالا ولن تحلل حراما، خاصة ما وردت فيه نصوص قرآنية قطعية، يبرز دور إمارة المؤمنين في ملفات عديدة، خاصة على المستوى العلمي التطبيقي.

وأفاد الوزير السابق بأن الأمر يتعلق أساسا بملفات مدونة الأسرة، وتدبير الفتاوى الموكولة للمجلس الأعلى للعلماء، أو بعض القضايا في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي التي تحتاج إلى أن تعرض على العلماء، إلى جانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي تعرف معاملات مالية والتي تحكمها قاعدة “لن أحرم حلالا ولن أحلل حراما”.

وأضاف بأن مدونة الأسرة أطلق الملك ورش إصلاحها وأطرها بالقاعدة المذكورة، ثم حدد إطارا أوسع فيما يخص التفاعل مع المحيط الإقلبمي والدولي، واستجابة الدين الإسلامي عبر مقاصده السمحاء للتحولات التي تعرفها المجتمات.

وأشار إلى إحالة الملك للمدونة الجديدة على المجلس العلمي الأعلى، رغم النقاش الذي كان مطروحا بين مختلف الفاعلين والفرقاء بمرجعيات ورؤى وأسقف وأجندة مختلفة، لكن الحسم في نهاية المطاف هو إحالته على المجلس الأعلى لإبداء الرأي بشأنه طبقا لقاعدة “لن أحرم حلالا ولن أحلل حراما” التي حددها الملك في رسالته إلى رئيس الحكومة.

وتابع قوله: “هذا الأمر يجعل المواطن المغربي مطمئن على دينه وعقيدته وأن ما يمكن أن يكون محل اجتهاد له مؤسساته وليس محل نزاع وخلاف كما يقع في بعض البلدان التي تعاني من الطائفية والتطرف والتشرذم”، مضيفا: “نحن في منأى عن هذا في ظل إمارة المؤمنين”.

منظومة القيم

وبخصوص منظومة القيم، قال الصمدي إن الملك كان قد نبه في خطاب العرش الماضي إلى خطورة التحديات والاهتزازات التي تصيب منظومة القيم، معتبرا أن “حدسه قد صدق في ظل ما عشناه من تفاعلات خطيرة على مستوى سقوط منظومة حقوق الإنسان، واهتزاز الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان أو سقوطها تجاه ما يجري في العالم”.

ومضى قائلا: “هذا يدفعنا في المغرب إلى تعبئة جميع القدرات والطاقات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والدينية لتحصين منظومة القيم المغربية التي بنيت على مدى قرون، وليس من السهل أن يعبث أحد بمنظومة القيم المغربية المستندة إلى الشريعة الإسلامية والقرآن والسنة، علما أن الملك هو سليل الدوحة الشريفة، وهاته القيم متوراثة عبر أجيال”.

وأشار إلى أن “رغم التحولات التكنولوجية والانفتاح على الفضاءات المختلفة، إلا أنه كلما كان الجسم سليما والمناعة قوية كلما كان التعامل مع الوافد منطقيا عقلانيا ومتفاعلا تفاعلا إيجابيا، وبالتالي نأخذ من تجارب الآخر ما فيه فائدة، مع تحصين ذواتنا من كل ما يمكن أن يكون فيه اهتزاز أو لغط”.

واعتبر الصمدي أن هذا الورش لازال مفتوحا في مناهج التعليم والإعلام والثقافة والفن وفي العلاقات الخارجية للمغرب مع فرقائه في المجال الثقافي والديني وغيره، مشددا على أن هذا الأمر يحتاج إلى عمل وجهد كبيرين.

وسجل أستاذ التعليم العالي ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، أن منظومة التربية والتعليم تعرف تحولا كبير جدا بعد صدور القانون الإطار، موضحا: “ما ستعرفه بلادنا خلال السنوات الثلاثة المقبلة من تغيير في البرامج والمناهج التعليمية والمقررات والكتب الدراسية وتكوين المدرسين، يحتاج إلى منظومة قيم واضحة وصلبة وقوية لها أسس متينة مبنية على إمارة المؤمنين ومتفاعلة مع المستجدات”.

وفيما خطة جديدة تسديد التبليغ التي أطلقتها وزارة الأوقاف على مستوى خطب الجمعة والوسائل المستخدمة في تسديد التبليغ، شدد الصمدي على ضرورة أن تأخذ هذه الخطة بعين الاعتبار المستجدات وتخاطب الشباب بالوسائل التي يفهمونها.

واعتبر أن الخطاب الديني أوسع وأشمل من خطبة الجمعة، وأن جزءا من الشباب يحتاجون لخطابات في فضاءات مختلفة وليس فقط الجمعة، مشيرا إلى أن هذه أشياء جديدة تحتاج إلى التثمين والمتابعة والتسديد والتجويد والتقويم، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *