منوعات

بعد ارتفاع الإسلاموفوبيا.. المسلمون في أمريكا يطالبون بالتسامح

دعا المسلمون الأمريكيون في ولاية كاليفورنيا إلى مزيد من التسامح وقبول الآخر، في ظل تزايد الخطاب المعادي للمسلمين الذي تروج له بعض الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية، وفق ما نشر موقع “ميركوري نيوز”.

كما طالبوا بالمصادقة على قانون يوفر للمدارس والمؤسسات التعليمية الموارد اللازمة للطلاب ضحايا التحرش والتمييز العنصري.

وقالت المديرة التنفيذية لمكتب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، زهرة بيلو، إن “الأوقات الحالية صعبة على أفراد الجالية المسلمة، وبشكل أخص على الشباب المسلم”. وكان تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية لعام 2015 أفاد أن الطلاب المسلمين يتعرضون للتحرش والمضايقات بالمدارس بشكل مضاعف مقارنة مع الطلاب غير المسلمين في الصفوف التعليمية ذاتها.

وأضافت: “نعتقد أن تشريعا بذلك المنحى هو خطوة إلى الأمام لتعبئة المجتمع، والتأكيد على أهمية شعور الأفراد بالراحة أثناء التواجد بالمدرسة”.

وتعزى ظاهرة التحرش بالطلاب المسلمين في المدارس إلى تفاقم الخطاب السياسي المعادي للمسلمين في البلاد، كما نتج عن ذلك ارتفاع في حالات التمييز والأعمال العنصرية في أماكن العمل أو خلال البحث عن عمل أو منزل للسكن، وفق ما أورد تقرير مكتب المجلس في ولاية كاليفورنيا لعام 2016.

وعلى المستوى الوطني، بدأت المدارس الأمريكية في توسيع نطاق جهودها لمساعدة أفراد الجالية المسلمة بعد تزايد ارتفاع ظاهرة التحرش، ووصف الطلاب المسلمين بالإرهابيين، ونزع حجاب الطالبات المسلمات بالعنف.

وباشرت العديد من المنظمات المدنية، وكذا مجموعة من الناشطين الحقوقيين، في العمل بشكل وثيق مع المدارس الأمريكية بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس وسان بيرناردينو بجنوب كاليفورنيا التي تسببت في ارتفاع ظاهرة التحرش السنة الماضية، ما دفع أيضا بوزارتي العدل والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحذير من تزايد التحرش بأفراد الجالية المسلمة.
وبينما يؤكد قادة الجالية المسلمة على وجوب احترام حقوق الطلاب التي يضمنها القانون الأمريكي، وبضرورة الإبلاغ عن شتى أنواع الاعتداءات، يشدد المتحدثون في المدارس والمساجد على إيجاد ثقافة مدمجة لكل عناصر المجتمع، حيث يصبح المواطنون غير المسلمين حلفاء لأفراد الجالية المسلمة التي تذهب ضحية هذه الاعتداءات.
وقال أحد المدرسين بيل هوو، إن “الأطفال المسلمين يتعرضون للتحرش، لأن باقي الأطفال لا يشعرون بالارتياح لهم ويصرون على إظهار ذلك لهم”، مضيفا: “يدفع ذلك الوضع الطلاب المسلمين إلى الانسحاب والميول إلى العزلة في فترة ينبغي لهم فيها تطوير مهارات نقدية واجتماعية لبناء علاقات قوية مع الآخرين”.