أدب وفنون

لقاء حول “أحيدوس” بعين اللوح يفرز توصية لإنشاء أكاديمية لتدريسه

ناقش العديد من الباحثين والمهتمين بالثقافة الأمازيغية، موضوع “الرقص الجماعي الأمازيغي بالمغرب الوحدة والتنوع”، وذلك خلال مائدة مستديرة تم تنظيمها في اليوم الثاني من فعاليات المهرجان الوطني لأحيدوس الذي تحتضنه عين اللوح نهاية هذا الأسبوع، وبحضور ممتهني هذا الفن من فرق مشاركة بالمهرجان من مختلف مدن المملكة.

واختلفت المحاور التي تحدث فيها المتدخلون حسب تخصصاتهم، إذ ركز فؤاد أزروال، الباحث الأكاديمي بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية المتخصص في التراث الريفي، على موضوع الطقوس المرافقة للرقص التقليدي للريف والتغيرات التي لحقتها، والتقاطعات التي توجد بينها وبين أنماط أخرى من الرقص الجماعي في المغرب سواء كان أمازيغيا أو في الوسط أو في الجنوب، مفسرا بعض هذه التغيرات وأسبابها وتمظهراتها والآفاق التي ستؤدي إليها إن لم يتم الاهتمام بهذا الرقص اهتماما جيدا.

من جهته، كان لآيت عدي امبارك، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والمتخصص في التاريخ الأمازيغي، تدخل حول فن أحواش الخاص بمنطقة طاطا التي ينحدر منها، والذي أسهب في ذكر مميزاتها عن باقي أشكال الرقص الجماعي الأمازيغي الذي يدخل في إطار رقصة أحيدوس الشهيرة، دون إغفال ذكر نقاط التلاقي مع مختلف أنماط هذا الفن الفلكلوري الأمازيغي.

النقاش التاريخي المحتدم الذي عرفته المائدة المستديرة، التي حضرها غالبية أعضاء فرق أحيدوس الخمسة والثلاثين المتأهلين للمشاركة بالمهرجان في دورته السادسة عشر، والمهتمين بتراثهم والمعتمدين على ما يتوصل إليه الباحثون في التاريخ الأمازيغي من أجل تطوير فنهم والحرص على استمراره وعدم اندثاره، فتح شهية الجمعية المنظمة للمهرجان بشراكة مع وزارة الثقافة بالإضافة لجماعة عين اللوح، إلى التفكير في إنشاء أكاديمية خاصة بفن أحيدوس، وسط عين اللوح.

وعن هذا المشروع، أكد رئيس جمعية ثايمات لفنون الأطلس، حمو أوحلي، كون الاهتمام الكبير للشباب بفن أحيدوس، دفع الجمعية للتفكير في إنشاء أكاديمية متخصصة في فن أحيدوس بعين اللوح، من أجل أن يتم تمرير هذا الفن من جيل إلى آخر والمحافظة عليه وعلى خصوصياته من قبل أهل المنطقة، على أن يتم إشراك كل من وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالإضافة لشركاء آخرين في المشروع من أجل إنجاحه.

ويشار إلى كون اليوم الثاني من المهرجان، قد عرف استمرار العروض في إطار السهرة الثانية التي عرفت مرور 13 فرقة أحيدوس، بالإضافة إلى فرقتي إنشادن، وهي السهرة التي حضرها جمهور غفير واكب السهرة منذ بدايتها دون أن يغادر منصة العروض بانتهاء الفرق المبرمجة، بل اختار المئات إكمال السهرة رفقة ممتهني فن أحيدوس في الخيام التي ينصبونها بساحة العرض، إلى غاية ساعات متأخرة من فجر يوم الأحد.