مجتمع

العمران تتسبب في وفاة رب أسرة بعدما “استولت” على أرضه بالهرهورة

علمت جريدة “العمق المغربي” من مصدر حقوقي أن عضوا بالمجلس الوطني للهيئة المغربية لحقوق الإنسان، توفي مؤخرا نتيجة ضغوط نفسية قوية تعرض لها إثر إقدام مسيري شركة العمران بالرباط على “الاستيلاء” على بقعة أرضية مساحتها 5300 متر مربع بها سكن مجهز في ملكية عائلة الراحل.

وأورد المصدر ذاته، أن شركة العمران سلكت طرقا ملتوية في حيازة الأرض التي كان يمتلكها قيد حياته “يونس الشرقاوي المعطاوي”، حيث حاول الراحل سلك جميع السبل من أجل استرجاع أرضه وهو ما عرضه لضغوط نفسية كبيرة تسببت في وفاته منتصف رمضان المقبل، خاصة وأن الأرض التي تحاول العمران الاستيلاء عليها تضم “فيلا” سكنية مرخصة.

وأوضح أن أصل المشكل يعود إلى بداية التسعينيات عندما أقدمت شركة التجهيز “ليراك” (العمران حاليا) على عملية نزع الأرض من عدد من ملاك الأراضي بمنطقة الهرهورة، مشيرا أن عائلة الشرقاوي لم يتم الاتصال بها من أجل التفاوض معها بشأن نزع الملكية وتمكينها من التعويض المستحق في إطار التراضي.

وأضاف أن العائلة قامت بعد مدة من الزمن ببناء “فيلا” على الأرض المتنازع حولها الآن بطرق قانونية حيث حصلت علي التراخيص الجاهزة آنذاك وقامت بتجهيزها، إلا أن شركة العمران قامت سنة 2007 برفع دعوى قضائية من أجل حيازة الأرض وهدم الفيلا، وهي الدعوة التي اعتدمت عليها السلطات المحلية في عملية الهدم التي لم تتم.

وأشار أن السلطات المحلية ومسؤولي العمران عندما حلوا بعين المكان من أجل الهدم ولاحظوا وجود صحافيين والقناة الثانية تخلوا عن الأمر وغادروا المكان دون أن تتم عملية الهدم، مبرزا أن العملية لو كانت قانونية فعلا لتم تنفيذ العملية، مشيرا أن محاولة الهدم هي محاولة للتحايل على القانون والسطو على الأرض بدون وجه حق.

وأضاف أن الدفوعات التي تقدمت بها العمران من أجل حيازة الأرض تعتريها عدة نقائص منها أن العمران ادعت أن الأرض موضوع النزاع هي أرض عارية في حين أنها تضم “فيلا” سكنية تم إنجازها برخصة قانونية، وثانيا أن عائلة الشرقاوي لم تتوصل في بداية التسعينيات بأي إرسالية تفيد أن أرضها ضمن الأراضي التي سيتم نزعها في إطار قانون نزع الملكية.

وأكد أن محاولة نزع الأرض والاستلاء عليها الآن هي عملية غير قانونية ولا تخضع لأي معايير سليمة، مبرزا أن رب الأسرة كان يعيش حياة مادية صعبة وهو أب لثلاثة أطفال وأن الضغوط التي تعرض لها من قبل مسيري شركة العمران ومحاولتهم الحثيثة في نزع أرضه كان التسبب في وفاته إثر أزمة قلبية.

إلى ذلك، أفاد مصدر الجريدة أن حقوقيين وفاعلين جمعيين يستعدون لتنفيذ وقفة احتجاجية يوم الخميس المقبل أمام مقر شركة العمران بحي الرياض بالعاصمة الرباط، وذلك تضامنا مع عائلة الراحل، حيث سيحضر الوقفة مناضلو ومناضلات الهيئة وأصدقاء المرحوم ممثلون عن الجمعيات المدنية بعمالة الصخيرات تمارة.