بوبكر: “جيل Z” يناقش ما كنا نخاف منه.. والمشكل ليس في الحكومة فقط (فيديو)

تصوير ومونتاج: أشرف دقاق
عبر الممثل المغربي رفيق بوبكر عن موقفه من التحولات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المغرب، مؤكدا أن الحراك الأخير الذي قاده ما يعرف بـ”جيل زد” لم يكن مفاجئا له، بل رآه تعبيرا عن وعي جديد “كنا نفتقده نحن والأجيال السابقة”.
وقال بوبكر، إنه في الخمسينات من عمره لكنه لا يرى نفسه بعيدا عن هذا الجيل، بل يعتبر نفسه واحدا منه، لأن مطالب الشباب اليوم ليست فوضوية كما يصورها البعض، بل شرعية وتمس صميم الاختلالات التي تراكمت عبر عقود.
وأضاف بوبكر في تصريح لجريدة “العمق”، أن تحميل الحكومة الحالية وحدها مسؤولية ما وقع “فيه قدر من الظلم”، لأنها “وجدت أمامها قطاعي التعليم والصحة في وضع مختل منذ سنوات طويلة، نتيجة سياسات التحرير وغياب رؤية شمولية”.
وأوضح بوبكر، أنه لا يعفي الحكومة الحالية من نصيبها من المسؤولية، لكنه يصر على أن “العطب قديم” وأن إصلاحه “لا يمكن أن يتحقق في بضع سنوات”، داعيا إلى إصلاحات مؤسساتية عميقة ودائمة، تتجاوز الأشخاص والأحزاب.
وبالنسبة لرفيق بوبكر، فإن ما حدث في الشارع المغربي لم يكن مجرد موجة غضب عابرة، بل حدث اجتماعي مهم أظهر للعالم أن المغاربة شعب متحرك وليسوا سلبيين كما يُعتقد. قائلا :”في أوروبا المظاهرات أمر يومي، لكننا هنا نتفاجأ حين نرى الناس يخرجون للمطالبة بحقوقهم، بالعكس، ما وقع أظهر أن المغاربة يحتجون، لكنهم أيضا متمسكون بعرشهم، وهذا لا يتعارض مع الملكية بل يعبر عن وعي شعبي جديد”.
ويرى بوبكر، أن جيل اليوم يملك الجرأة على مناقشة ما لم تستطع الأجيال السابقة الخوض فيه، وأن هذا تطور صحي يعكس نضجا في الوعي الجماعي، لكنه في المقابل حذر من محاولات البعض تشويه صورة الحراك السلمي وإظهاره كحركة فوضى.
وتابع: “هناك فئة حاولت إفراغ الاحتجاج من محتواه السلمي وتقديم الشباب كعنيفين وتافهين لكنها فشلت، الحراك في جوهره حضاري وناضج، وأنا أسانده ويمكن أن أشارك فيه طالما هو سلمي”.
واعتبر الممثل المغربي، أن المشكل في المغرب ليس سياسيا فقط، بل يتعلق بتركيبة النخب التي تدير الشأن العام، منتقدا بشدة أداء البرلمان المغربي، الذي وصفه ساخرا بأنه “يشبه الكاميرا الخفية”.
وأردف: “الكثير من النواب لا يستطيعون حتى كتابة جملة مفيدة، ومع ذلك يمثلون الأمة ويتقاضون أجورا مرتفعة مقابل وضع القوانين ومراقبة الحكومة هذا غير معقول علينا أن نبدل النخب”.
وتابع بنبرة نقدية موجهة للمجتمع أيضا: “المشكل ليس في السياسيين فقط، بل فينا نحن أيضا، لأننا ما زلنا نصوت على القفف و200 درهم، يجب أن نغير وعي الناخب قبل أن نغير الوجوه السياسية”.
وفي تقييمه للمشهد السياسي، يعتقد بوبكر أن المعارضة في المغرب لا تمارس دورها كما ينبغي، إذ تختزل وظيفتها في الشعارات والمزايدات، بينما في الدول الديمقراطية هي “القوة التي تحرك الحكومة وتراقبها بشكل فعال”.
وأوضح: “في أمريكا وأوروبا، المعارضة تملك ملفات ضد الوزراء، ويمكنها متابعتهم قضائيا أو إسقاطهم عبر ملتمس رقابة، أما عندنا فهي فقط تصرخ وتضرب على الطاولة دون أثر حقيقي”.
وحول إمكانية دخوله المعترك السياسي، كشف بوبكر أنه فكر في الأمر لكنه تراجع، مبررا ذلك بخوفه من “عدم الوفاء بالوعود” التي قد يقطعها للناس قائلا: “فكرت في دخول المجال السياسي، لكن خوفي من عدم الإيفاء بالالتزامات جعلني أتراجع، رغم ذلك، أتعامل مع حزب الأصالة والمعاصرة في الشق الثقافي وأتعاطف معه في بعض القضايا”.
اترك تعليقاً