منوعات

دراسة متشائمة حول مستقبل “الميتافيرس” .. فهل يصمد مارك زوكربيرغ؟

بعد الصفعات التي تلقاها من منافسين كبار، تلقى مارك زوكربيرغ، مؤسس “فيسبوك ” (Facebook)، صفعة جديدة تمثلت هذه المرة في نتائج استطلاع الرأي أجري في فبراير/شباط الماضي وشمل ألف مواطن شاب في الولايات المتحدة.

وتطرح نتائج الاستطلاع صورة متشائمة حول مستقبل أكبر مشروع مثير للجدل يراهن عليه زوكربيرغ، وهو “ميتافيرس” (metaverse) ، وخاصة في أوساط الشباب الذين عبرت نسبة كبيرة منهم أنهم لا يهتمون بالأمر، فيما قرابة نصفهم لا يعرفون شيئا عن المنصة الواعدة، رغم كل الجهود الاعلامية والتسويقية التي نظمتها شركة “ميتا”. ووصف قرابة 80%  منهم “ميتافيرس” بالفقاعة!

وأعلن مارك زوكربيرغ في العام الماضيعن  إطلاق العمل في بناء عالم الميتافيرس الافتراضي. وبعد هذه الخطوة، قامت مجموعة من الأسماء المعروفة عالميا -منها شركات في صناعة الأزياء والملابس الرياضية- بالانغماس في الميتافيرس، وكشفت عن خطط لتوسيع علاماتهم التجارية في هذا العالم الرقمي، حسب “الجزيرة نت”.

وفي نوفمبر/شباط الماضي، حسب نفس المصدر، أصبح “جيه بي مورغان شايز” (JP Morgan Chase) أول بنك على الإطلاق في ميتافيرس، حيث يتطلع للاستفادة من فرصة السوق البالغة تريليون دولار.

ميتافيرس مارك

على الرغم من أن زوكربيرغ لم يكن أول شخص صاغ مصطلح “ميتافيرس”، فإن قرار فيسبوك بدخول منطقة غير معروفة إلى حد كبير أثار الكثير من الاهتمام.

وقال زوكربيرغ إن المساحات ثلاثية الأبعاد في الميتافيرس ستسمح للناس بالتواصل الاجتماعي والتعلم واللعب والتعاون بطرق لم نرها من قبل.

وكشفت الشركة عن أحد عوالم الواقع الافتراضي الخاصة بها في وقت لاحق من العام لجميع أولئك الذين تمكنوا من الوصول إلى سماعات الرأس المملوكة لها.

وقام زوكربيرغ في الآونة الأخيرة بتوسيع قائمة مهام شركة “ميتا” (Meta) عندما قال إنه على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة، ستطور الشركة بيئات افتراضية غامرة تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع الأصوات والعطور وحتى اللمس في عوالمهم الافتراضية.

ولم تكن شركات التكنولوجيا الأخرى مثل “مايكروسوفت” (Microsoft) أو “بايدو” (Baidu) في الصين منفتحة جدا بشأن خططها طويلة المدى حول إصداراتها من ميتافيرس، ولكنها ترى نفسها جزءا من هذا العالم الجديد الذي يستمر في التطور كل يوم.

وفي خططهم الكبرى لبناء عالم رقمي جديد مختلف تماما عن العالم الذي اعتدنا عليه اليوم، هل تغفل هذه الشركات عن هوية عملائها وماذا يريدون؟

إلى جانب ميتافيرس، هناك مصطلحات مثل “الرموز غير القابلة للاستبدال” (NFTs) والعملات المشفرة المختلفة. لذلك، قررت منصة التسويق “كلافيو” (Klaviyo) إجراء مسح لاستكشف مدى معرفة العميل بالفعل بكل هذا ومدى حرصه على المشاركة.

نتائج الاستطلاع

شمل الاستطلاع الذي تم إجراؤه في فبراير/شباط الماضي ألف مواطن في الولايات المتحدة، ووجد أن 49% من المشاركين لا يعرفون ما الميتافيرس.

ومن المثير للاهتمام، أن الاستطلاع شمل الحشد الأصغر، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، وهم حريصون على تبني تقنيات جديدة.

ومع ذلك، ردت هذه الفئة العمرية بأنها لم تكن حريصة على التسوق في منطقة الميتافيرس، حيث صرح حوالي 65% من المستجوبين أنهم ببساطة غير مهتمين.

ولم يكن الميتافيرس هو فقط ما يكرهونه. حيث تم تلقي ردود مماثلة فيما يتعلق بالرموز غير القابلة للاستبدال والعملات المشفرة، إذ صرح ما يقرب من 60% ممن شملهم الاستطلاع بأنهم لن يستثمروا في الرموز غير القابلة للاستبدال، وقال 30% إنهم يبتعدون بشدة عن العملات المشفرة.

ومن بين نصف عدد المستجوبين الذين سمعوا بالفعل عن الميتافيرس، كان معظمهم متشككا في كيفية استمراره، حيث وصفه 78% بأنه فقاعة.

ليست الولايات المتحدة وحدها غير مهتمة حقا بالميتافيرس. فقد أجرت منصة كلافيو دراسة استقصائية مماثلة في المملكة المتحدة قبل شهر.

وكانت الردود في تلك الدراسة مذهلة بشكل أكبر. فمن بين ألف مشارك في المملكة المتحدة، لم يكن 58% يعرفون ما هو موضوع الميتافيرس، بينما قال حوالي 96% من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 54 عاما إنهم لن يتسوقوا في الميتافيرس.

ويرى أغلب من شملهم الاستطلاع أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به في العالم الحقيقي قبل أن تتطور الميتافيرس حقا إلى شيء ذي معنى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *