وجهة نظر

السجناء المغاربة والأحزاب السياسية

سن البرلماني التركي قانونا جديدا يسمح بالعفو عن السجناء المتواجدين داخل السجون التركية , لئلا ينتشر وباء كورونا بين السجناء ,وقد شمل هذا العفو 45 الف سجين بالعفو الكامل , فيما وصل العدد الاجمالي حوالي 90 الف بما فيهم السجناء الذين أطلق سراحهم مع الاقامة الاجبارية .
هذا القانون تم اعتماده ابتداءا من يوم الاثنين , مع الابقاء على السجناء السياسين , أي المعارضة للنظام التركي .

في نفس السياق قام العاهل المغربي باٍطلاق حوالي 5600 سجين وهي مبادرة تنم عن اٍبعاد اٍمكانية اٍصابة السجناء بالوباء اللعين, ولتخفيف عمل حراس وموظفي السجون المغربية , انطلاقا من انتشار فيروس كورونا والذي جعلهم يعملون في ظروف صعبة .

وجدير بالذكر أن مندوبية السجون المغربية أعطت احصاءيات بخصوص السجناء في المغرب تعود الى سنة 2019 , وجاء فيها أن هناك ما يفوق 85 الف سجين بقليل في السجون المغربية , يشمل طبعا رجال ونساء وأطفال أيضا .

أتساءل باستمرار لماذا لم تتقدم الاحزاب المغربية بوصفها صلة وصل بين المواطنين و الحكومة المغربية ,وربما الى ملك البلاد – محمد السادس – مباشرة , والذي يعتبر الرئيس الفعلي للمغرب , لماذا لم تتقدم برسالة جماعية , تطلب فيها العفو الشامل لباقي السجناء , بما فيهم سجناء حراك الريف والصحفيين والسياسيين, خاصة وأن فيروس كرونا يهدد حياة المواطنين , مع العلم ان العدوى تكون سهلة الانتقال في الزحام و التجمعات والاماكن المكتضة .

من غير المستبعد أن تقوم منظمة العفو الدولية ومنظمة الصحة العالمية على حث الدول باعفاء السجناء بما فيهم الموقوفين والذين هم على ذمة التحقيق , ومن غير المستبعد أيضا أن تقوم منظمات حقوق الانسان على تشجيع هذا المنحى , مع الابقاء على الاقامة الاجبارية في منازلهم طوال المدة الحبسية المتبقية بالنسبة للحالات المعقدة.

لحد الساعة أبان المغرب على احتواء الوباء بطريقة رائعة , شاركت فيها السلطات من خلال تقديم الاعانة للمعوزين وفاقدي الشغل والعاطلين ,والمحسنين من جهة أخرى والذين أبانوا عن تظامن وتآزر في مواطن متفرقة , كما أن العفو الملكي جاء ليبرهن عن تفاعل كبير تجاه المحاصرين في السجون , لكن رغم كل هذه الاجراءات , أرى ان الاحزاب المغربية لازالت لم تأخذ المبادرة لكي تدفع بالسياسة الى مصالحة مع المواطنين , من خلال تقديم اقتراح الى الحكومة بغرض اعفاء السجناء واخلاء السجون ,وهي مناسبة لتوفير ميزانية السجون ,وتحرير المواطنين من الافكار القدحية والتي يتم فيها ربط الاحزاب المغربية بالانتخابات والجري وراء الفوز بمقاعد البرلمان .

في نظري , اٍذا تمت الاستجابة الى هذا الطلب من طرف الحكومة المغربية , فاٍنها سوف تكون سابقة في التاريخ ,وسوف تكون هدية الى الشعب المغربي , لانها بدون محالة سوف تسجل في الذاكرة الجماعية لجميع المغاربة ,وبدون شك سوف تحتدي دولا كثيرة بهذا المبادرة الميمونة .

* كاتب مغربي من المانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *