منتدى العمق

الولايات المتحدة الأمريكية…الديموقراطية التي لم ولن تحكمها امرأة

للمرة الثانية في تاريخ الانتخابات الأمريكية٬ يكتسح المرشح الجمهوري دونالد ترامبمنافسته عن الحزب الديموقراطي كامالاهاريس“٬ ليصبح بعدها الرئيس47 للولايات المتحدة الأمريكية سنة 2024 ٬ وهذا أمر ليس بغريب على المرشح الجمهوري فقبلها وبالضبط في انتخابات 2016 اكتسح زميلتها في الحزب “هيلاري كلينتون” بالرغم من أنها حصلت على أصوات أكثر من منافسها.

غير أن محور الموضوع ليس هو صعود ترامب أو سقوط هاريس في الانتخابات ٬ بقدر ما يتجلى في عصيان البيت الأبيض أمام المرشحات الأميركيات باختلاف أعراقهن وتوجهاتهن السياسية لتقلد أعلى سلطة في البلاد حيث يبدو جليا أن الوصول إليها ما زال محفوفا بالصعاب أمامهن.

 فمذ الإعلان عن تأسيس الولايات المتحدة الامريكية في الرابع من يوليو سنة 1776 إلى حدود الان٬ لعبت النساء الأمريكيات أدوارا سياسية متعددة٬ حيث وجدناها تتقلد منصب  سيدة اولى في العديد من الشخصيات٬ مستشارة ووزيرة للخارجية وسيناتورة في الكونجريس الامريكي وحتى نائبة للرئيس٬ واتسمت شخصياتهن بالحنكة السياسية حيث أسهمت بعضهن في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية والمجتمعية للولايات المتحدة الأمريكية.

ﻓ “مارتا واشنطن” مثلا تعد أول سيدة أولى للولايات المتحدة الامريكية لعبت هذه الأخيرة دورا اجتماعيا مهما بحكم منصبها في تشكيل الصورة العامة للمرأة في البيت الابيض٬ أو “جانيت رانكين” باعتبارها أول سيناتورة في الكونجرس الأمريكي لسنة 1916 حيت شغلت منصبها هذا قبل حصول النساء الأمريكيات على حق التصويت٬ وحتى ” مادلين أولبرايت” سيدة الدبابيس أو الأفعى الثي لا مثيل لها كما سماها الإعلام العراقي في فترة ما٬ كانت أول من تتولى وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس” بيل كلينتون” ﴿1997-2001﴾٬وأيضا سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة٬ أما “كوندوليزا رايس” فهي أول امرأة امريكية من اصل افريقي تشغل منصب مستشارة الأمن القومي ووزيرة للخارجية ما بين ﴿2009-2005﴾٬ وحتى “نانسي بيلوسي” هي اول من شغلت منصب رئيسة مجلس النواب الامريكي كثالث أعلى منصب في الحكومة لولايتين٬ وصولا إلى “كامالا هاريس” أول نائب رئيس ذات الأصول الاسيوية والإفريقي منذ سنة 2021.

 رغم أهمية هذه المناصب وحساسيتها ٬ والتنامي المستمر للقوة السياسية للمرأة الأمريكية تبقى هذه الأخيرة تقف على أعتاب القلعة البيضاء وتعكس واقع خوف المجتمع الأمريكي وعدم استعداده من تسليم مفاتيح البيت الأبيض لامرأة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *