أوزين يكشف لـ”العمق” تفاصيل صفقة التحاق “رفاق شباط ” بالحركة الشعبية

كشف محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، عن بعض تفاصيل رغبة “التكتل الديمقراطي المغربي” في الالتحاق بـ”السنبلة” في سياق توجه الحزب نحو استقطاب كفاءات وأطر جديدة لتدعيم صفوفه وتعزيز موقعه في الساحة السياسية، لافتًا إلى أنه من المنتظر أيضًا أن تلتحق مكونات سياسية أخرى بحزب الحركة، حيث سيُعلن لاحقًا عن هويتها.
ورفض أوزين، في تصريح لجريدة “العمق”، وصف هذه الخطوة بـ”الصفقة السياسية”، موضحًا أن المبادرة جاءت من التكتل الديمقراطي المغربي بقيادة منسقه الوطني زهير أصدور، الذي عبّر عن رغبته الصادقة في الالتحاق والعمل سويًا في إطار مؤسساتي. وأشار إلى أنه سيتم عقد لقاء رسمي بعد عصر اليوم السبت بمقر حزب الحركة الشعبية، للتداول في هذا الموضوع بحضور قيادة الحزب وممثلي التكتل الديمقراطي.
وأوضح أوزين أيضًا أن قرار انضمام التكتل الذي يتزعمه زهير أصدور إلى حزب الحركة الشعبية يتوقف على مصادقة المجلس الوطني للحزب بعد عرضه على أنظاره في أول دورة عادية تنعقد وفقًا لما تنص عليه القوانين الداخلية لحزب الحركة الشعبية، مشددًا، في المقابل، على أنه لم يتحدث أو يلتقِ مع حميد شباط لمناقشة التحاق التكتل بالحزب.
وتأسس “التكتل الديمقراطي المغربي” في أواخر يونيو 2022، حيث تم انتخاب المحامي زهير أصدور رئيسًا له. ويضم التكتل مجموعة من أنصار حميد شباط، الذين كانوا جزءًا من حزب جبهة القوى الديمقراطية، قبل أن يغادروه إثر خلافات داخلية مع الأمين العام لحزب “الزيتونة”، مصطفى بنعلي، والذي طُرد على إثرها حميد شباط من الحزب.
وأعلن المنسق الوطني للتكتل الديمقراطي، زهير أصدور، أنه بناءً على المشاورات المثمرة التي أُجريت مع قيادة حزب الحركة الشعبية، والتزامًا بروح التوافق والتكامل السياسي، تقرر عقد لقاء رسمي مع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية وأعضاء الأمانة العامة للحزب، وذلك للإعلان عن انضمام التكتل الديمقراطي إلى صفوف الحزب في إطار مشروع سياسي مشترك يعزز قيم الديمقراطية والعمل الوطني.
وتأتي هذه الخطوة، وفق ما أوضح أصدور، بعد التراجع عن فكرة تأسيس حزب سياسي جديد وفتح باب التشاور حول انتماء التكتل إلى حزب الحركة الشعبية. وعبر عن أمله في أن يكون هذا الانضمام “خطوة إيجابية في مسار عملنا السياسي المشترك بما يخدم المصلحة الوطنية ويساهم في ترسيخ القيم التي تجمعنا”.
وكشف الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن مشاورات التحاق التكتل الديمقراطي المغربي بالحركة انحصرت بينه وبين المنسق الوطني للتكتل، ما يعني أن حميد شباط كان خارج أي تنسيق بشأن مبادرة الانضمام التي باركها. ونفى، في السياق ذاته، ما تردد حول رغبة الحركة الشعبية في استغلال شعبية الأمين العام السابق لحزب الاستقلال لاجتياح قلاع انتخابية بعدد من أقاليم جهة فاس-مكناس.
وحول ضمانات حزب الحركة الشعبية لتفادي حدوث قلاقل وتوترات داخل الحزب بعد التحاق التكتل الديمقراطي الذي يضم حميد شباط، استبعد أوزين حدوث ذلك، رغم أن التكتل يضم أطرًا تنحدر من تيارات يسارية. وأعرب عن أمله أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز التعددية داخل الحزب وتأهيله ليكون طرفًا سياسيًا مؤثرًا في الخريطة السياسية المقبلة.
وأكد أوزين أن هذه الخطوة تهدف إلى مواجهة حالة التشتت والبلقنة التي تطبع الحقل الحزبي المغربي، في وقت هيمنت فيه تنظيمات حزبية إدارية على المشهد السياسي. وأشار إلى أن الحركة الشعبية ترى في هذا الانضمام فرصة لإيجاد “البديل الحركي” الذي يتطلع إليه الحزب من خلال الانفتاح على كفاءات وبروفايلات وأطر جديدة لتدعيم صفوفه وتعزيز موقعه في الساحة السياسية.
هذا، وقرر حزب جبهة القوى الديمقراطية، طرد حميد شباط، من الحزب بصفة نهائية، وذلك تنفيذا لمقررات اللجنة التأديبية الإقليمية بفاس بتاريخ 23 مارس الماضي، والمقتضيات التنظيمية والقانونية للحزب.
في السياق ذاته، راسل الأمين العام الإقليمي لحزب جبهة القوى الديمقراطية بفاس، رئيس مقاطعة زواغة، بشأن طرد حميد شباط من صفوف الحزب بصفة نهائية، مؤكدا أن الحزب يتبرأ من ما قد يصدر عنه من مواقف وتصريحات وبلاغات وخرجات إعلامية تتعلق بتسيير وتدبير شؤون وأشغال مجلس مقاطعة زواغة، وأنه يتحمل شخصيا مسؤولية أفعاله وأقواله.
وكان زعيم “التكتل من أجل الوطن” حميد شباط، شبه الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية مصطفى بنعلي بالرئيس التونسي قيس سعيد، قائلا إن طريقة تسييره وتدبيره لحزب الزيتونة يشبه طريقة تدبير سعيّد لتونس، مضيفا أنه “ينفذ برنامج قيس، لأنه يريد أن يبقى وحيدا في الحزب”.
وانتقد شباط تدبير بنعلي للحزب خلال هذه المرحلة، قائلا إنه عقد ثلاث مؤتمرات منذ 2017، “وفي كل مرة يغير لائحتي أعضاء الأمانة العامة والمجلس الوطني”، وقال إن بنعلي ارتكب “أخطر جريمة” وهي التسبب في إفراغ المقر المركزي، واستنكر الوضع الذي تعيشه جريدة “المنعطف” التي أصبحت “مهددة بالإغلاق”.
“
اترك تعليقاً