الأمم المتحدة: غزة أخطر مكان للصحفيين.. وإسرائيل تدمر المستشفيات بشكل ممنهج

أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة بشدة “النمط المتكرر للقتل الذي تنتهجه القوات الإسرائيلية ضد الصحفيين في غزة”، محذرا من أن القطاع لا يزال “أخطر مكان في العالم لمزاولة مهنة الصحافة”.
وسلط المكتب، في بيان له الضوء على التبعات الخطيرة للعمليات العسكرية على المدنيين والمرافق الحيوية، مؤكدا مقتل ما لا يقل عن أربعة صحفيين وإصابة ثلاثة آخرين في الهجوم الذي استهدف مستشفى الأهلي بمدينة غزة صباح الخميس الخامس من يونيو الجاري.
وأشار البيان إلى أن هذه هي الحادثة الثالثة على الأقل التي تشهد مقتل صحفيين على ما يبدو أثناء تواجدهم داخل مستشفيات، مستذكرا مقتل صحفيين اثنين في هجوم على مجمع ناصر الطبي في خان يونس بتاريخ السابع من أبريل 2025، وخمسة صحفيين في هجوم على مستشفى العودة في النصيرات في السادس والعشرين من دجنبر 2024. وأعرب المكتب عن صدمته إزاء التقارير التي تفيد بمقتل 18 صحفيا في ماي 2025 وحده، مؤكدا أنه تحقق من مقتل 227 صحفيا فلسطينيا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، من بينهم 197 رجلا و30 امرأة.
واعتبر مكتب حقوق الإنسان أن “الاستهداف الواضح للصحفيين الفلسطينيين” في غزة، بالتزامن مع منع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع لأكثر من 18 شهرا – باستثناء زيارات محدودة وتحت إشراف الجيش الإسرائيلي – “يشير إلى محاولة متعمدة من جانب إسرائيل للحد من تدفق المعلومات من وإلى غزة ومنع التغطية الإعلامية لأثر هجماتها وحرمانها للمساعدات الإنسانية”. وجدد المكتب التذكير بأن توجيه الهجمات ضد أشخاص محميين بموجب القانون الدولي الإنساني، كالصحفيين، يُعد انتهاكا صريحا لهذا القانون ويشكل أيضا جريمة حرب.
من جانب آخر، أشار مكتب حقوق الإنسان إلى أن نمط إدارة العمليات العسكرية من قبل القوات الإسرائيلية دفع النظام الصحي في غزة نحو الانهيار التام. ففي شمال القطاع، خرجت ثلاثة مستشفيات رئيسية عن الخدمة، بما في ذلك تدمير مركز غسيل الكلى الوحيد في المنطقة. وفي جنوب غزة، تؤدي أوامر الإخلاء الإسرائيلية والعمليات العسكرية المكثفة في خان يونس إلى منع المرضى من الوصول إلى اثنين من المستشفيات الرئيسية في المدينة، وهما المستشفى الأوروبي ومستشفى الأمل.
كما تتواصل القوات البرية الإسرائيلية في التقدم بمحيط مجمع النصر الطبي، الذي يُعد أكبر مستشفى في الجنوب، مما يزيد من خطر إخراجه هو الآخر عن الخدمة. ولم تسلم المستشفيات في مناطق أخرى من القصف، حيث تعرض مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لضربات جوية ثلاث مرات صباح الرابع من يونيو، وفقا للمكتب.
واختتم المكتب بيانه بالتأكيد على أن هذه الهجمات المنسقة والمتكررة وواسعة النطاق على المستشفيات، التي تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، وحرمان المرضى من الرعاية الصحية والعلاج الطبي الضروري، “يشير إلى درجة مقلقة من الاستخفاف بأرواح المدنيين ومعاناتهم”، وتثير مخاوف جدية بشأن ما وصفه المكتب بـ”تجاهل إسرائيل المتعمد لالتزاماتها القانونية في احترام وحماية المدنيين والمرافق الطبية”.
اترك تعليقاً