غياب المدير الجديد لمستشفى سيدي عثمان يثير استياء مواطنين ومهنيين

يسود جدل واسع في أوساط ساكنة منطقة سيدي عثمان بالدار البيضاء، بعد توالي الأيام دون مباشرة المدير الجديد للمستشفى الإقليمي مولاي رشيد سيدي عثمان لمهامه، رغم تعيينه رسميًا في إطار الحركة الانتقالية الأخيرة التي شملت عددا من أطر ومدراء المستشفيات الإقليمية على الصعيد الوطني.
وقد عبر عدد من الفاعلين الجمعويين ومهنيي القطاع الصحي عن قلقهم من تأثير هذا الغياب على السير العادي للمرفق الصحي، الذي يعد من بين أكثر المستشفيات الإقليمية استقبالا للمرضى، نظرا لكثافة ساكنة المنطقة وتوافد مرتفقيه من مختلف أحياء الدار البيضاء.
وعبّر رشيد ملاك، فاعل جمعوي بمنطقة ابن امسيك سيدي عثمان، عن قلقه العميق إزاء الغياب المتكرر لمدير مستشفى مولاي رشيد سيدي عثمان، مؤكدا أن هذا الغياب يؤثر سلبا على السير العادي لهذا المرفق الصحي الحيوي، الذي يعد من بين المؤسسات الصحية الأساسية في المنطقة، ويستقبل يوميا مئات المواطنين القادمين من مختلف الأحياء المجاورة من أجل تلقي العلاج والاستفادة من الخدمات الطبية.
وأوضح ملاك، في تصريح خصّ به جريدة “العمق المغربي”، أن استمرار غياب المدير يطرح علامات استفهام كبيرة حول آليات التسيير والرقابة داخل المستشفى، خاصة وأن هذا الأخير تم تعيينه مؤخرا من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكان يُفترض أن يضطلع بدور محوري في تنظيم العمل وتجويد الخدمات داخل المؤسسة.
وأضاف المتحدث ذاته أن الوضع الحالي يفتح الباب أمام تفشي بعض السلوكيات السلبية، من قبيل الزبونية والمحسوبية، في ظل غياب الشخص المخول له تتبع مختلف المستجدات اليومية ومراقبة أداء الأطر الإدارية والطبية.
وشبه ملاك إدارة المستشفى بسفينة تحتاج إلى ربان ماهر لقيادتها، معتبرا أن غياب هذا “الربان” يعرّض “السفينة” للتيه وسط أمواج من الفوضى وسوء التسيير.
وأكد الفاعل الجمعوي أن حضور المدير بشكل منتظم يسهم في فرض الانضباط واحترام تسلسل المسؤوليات، وهو أمر طبيعي ومتعارف عليه في جميع المرافق العمومية، غير أن قطاع الصحة، بحكم طبيعته الإنسانية والحساسة، يتطلب إشرافا مباشرا ومستمرا لضمان جودة الخدمات واستجابة فعّالة لحاجيات المواطنين.
وفي ختام حديثه، حذر ملاك من خطر “تسييس” المرافق الصحية، مشيرا إلى أن تحويلها إلى أدوات لخدمة أجندات معينة يهدد بانفلات الأمور ويفسح المجال أمام مظاهر العشوائية والتمييز في الولوج إلى العلاج.
وأشار إلى أن الساكنة والفعاليات المحلية عبرت في أكثر من مناسبة عن استيائها من هذا الوضع، مطالبة بضرورة التدخل العاجل لتصحيح المسار وضمان حكامة جيدة في تدبير المرفق الصحي.
اترك تعليقاً