“مفاتيح الموت”.. تحقيق يكشف تفاصيل صادمة عن تحطم طائرة هندية قتل فيها 260 شخصا

كشف تقرير أولي صدر اليوم السبت عن مكتب التحقيق في حوادث الطيران بالهند، عن معطيات صادمة بشأن تحطم طائرة “بوينغ 787-8 دريملاينر” التابعة للخطوط الجوية الهندية، في 12 يونيو المنصرم، وهي الكارثة التي أودت بحياة 260 شخصًا.

وبحسب التحقيق، فإن مفاتيح التحكم في ضخ الوقود إلى المحركين انتقلت من وضع التشغيل إلى وضع الإيقاف، قبل لحظات فقط من تحطم الطائرة التي كانت متجهة من مدينة أحمد آباد غرب الهند إلى العاصمة البريطانية لندن.

وأوضح التقرير، المؤلف من 15 صفحة، أن المحركين توقفا بشكل متتالٍ بفارق ثانية واحدة، بعد وصول الطائرة إلى أقصى سرعة مسجلة لها، وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول أسباب هذا التوقف المفاجئ.

وأضاف التحقيق أن أحد الطيارين تساءل عن سبب قطع الوقود، لكن زميله في المقصورة أجابه بأنه لم يفعل ذلك، ما يفتح الباب أمام فرضيات متعددة، في وقت لم تُحدَّد فيه بعد المسؤوليات بشكل رسمي.

كما أشار التقرير إلى أن إدارة الطيران الفدرالية الأميركية كانت قد أصدرت نشرة فنية عام 2018 تحذّر من احتمال تعطل خاصية قفل مفتاح التحكم في الوقود، لكنها لم تُصنَّف كحالة “غير آمنة”، وبالتالي لم تُفرَض كإجراء إلزامي على الشركات.

وفي هذا السياق، أكدت الخطوط الجوية الهندية أنها لم تُجرِ الفحوص المطلوبة آنذاك لأن النشرة كانت ذات طابع استشاري فقط، مع تأكيدها الالتزام الكامل بتوجيهات صلاحية الطيران والخدمات التحذيرية ذات الصلة.

ورغم الكارثة، لم يصدر المكتب الهندي أي توصيات فورية بشأن طائرات “بوينغ 787-8” أو محركات “GE GEnx-1B”، ما يُشير إلى عدم وجود مؤشرات على عيوب تقنية مباشرة.

وأكد مكتب التحقيق أن التحقيق لا يزال جاريا، وأنه طلب أدلة ومعلومات إضافية من الجهات المعنية لاستكمال الصورة النهائية للحادث، علما أن المنظمة الدولية للطيران تشترط تقديم تقرير أولي خلال 30 يوما من وقوع أي حادث جوي.

يُذكر أن الطائرة كانت تقل 230 راكبًا، من بينهم 169 هنديا و53 بريطانيا وسبعة برتغاليين وكندي واحد، إلى جانب 12 من أفراد الطاقم، ولم ينجُ من ركابها سوى شخص واحد، فيما قُتل 19 شخصا كانوا على الأرض.