وجهة نظر

آلهة الإعلام المنتخبون.. هكذا تبرم الصفقات بقنواتنا

شاهد جمع من خمسة ملايين متفرج مغربي مند مطلع السنة الحالية مجموعة من البرامج تقدمها شخصيات تعودنا مشاهدتها و كان التلفاز أصبح ” كيف الروبـيني “، كلما فتحته تعلم مسبقا أنه لايصب غير الماء لكن تـلفزتنا المغربية تصب ماء ممزوج بالعرق ، عرق المواطن الذي كايخلص و الله غالب.

هذا النص اليتيم الذي لم أجد له أخ أو ابن عم عبر صفحات الرأي ببلادنا، فقد آثرت كتابته و تقديمه ليس كما قد يضن البعض عَنوَنَةً كفضح المستور بل بالعكس، كون المجتمع المغربي و لله الحمد لم يعد قاصرا في أسلوب فهمه و لكنه و بفضل العالم الرقمي المنفتح تجاوز سن الرشد السياسي حيث أصبح يميز الخبيث من الطيب .

هذا النص سأحاول أن أكشف من خلاله كيف يتم عقد و إبرام الصفقات بين نخبة الإعلامين بدار البريهي و القناة التانية و بعض الصحف الإليكترونية و كيف يتم الإستضافة و تقديم شخصيات تُفرضُ علينا أحيانا كرها على كره .
فصبركم زادي و فهمكم مرادي رعاكم الله …

إن أفضل نصيحة أقدمها على لسان الرحل حسين السلاوي هي : آوحضي راسك …زيد حضي راسك آفلان قـلتلك حضي راسك ، دون أن يبدو لي و لك في الأفق أي دليل على أن هذا المواطن الغبي ( في نظر إعلامنا ) باش يحضي راسو فعلا، إذ كثرت حوله المقصات و كثر مستعملوها و تحولت قناتاه التلفزيتان إلى طريقة الناس الكبار المثلى و المفضلة لتغديه و إبلاغه مدى احترامهم له و هذا ” حاشاكم ” في الترفيه و في الأخبار و في الدراما و في برامج الطفل و الرياضة و البرامج الأدبية التي يستغلها مقدموها في مشاريعهم الخاصة ، و كي لا أنسى فيتيه قلمي في بحر التشخيص أنتقل لتشخيص من نوع آخر عبر طرح السؤال الآتي :
هل هناك مسؤول حقا عن هذا التلفزيون في بلدنا ؟ – بضرورة التحرك من أجل وضع حد لهذا العبث في ذاكرة الأمة.
قلمي لا يخافهم لأنني أطل من قلعة الحرية و أملك مقومات صياغة موادي المصورة الخاصة ، لست و لسنى هنا بصدد اجتـناب فزاعاتهم ، الله يخلي لينا عمي الفيس بوك و احبيبي يوتيوب رفعت الصحف.

– مربط الحمار .
يرن هاتف صاحبنا بطل واقعنا رنات متقطعة مصحوبة بالهزاز أو بإحدى الرنات التي تذل على أن هاتفه ” آيفون ‘ كإشارة لينتبه له الحاضرون ، ثم يضغط بأصبعه على زر التوقيف الموجود على لوحة آلة التوضيب و في نفس اللحضة التي يضغط بها بأصبع يده على زر التشغيل في لوحة هاتفه النقال يبادر :
ألــــو شكون معايا ؟
– معك السي ” اللقجاوي ” انستيني بسرعة ؟
– ما هذا الجفاء يا أخي تمر كل هذه المدة و لا أرى ” خنشوشي ” الجميل في التلفاز العجيب إنه لخطأ فادح في حق جمهوي العزيز.
و قبل أن يتم كلامه يجيبه الطرف الآخر:
– آسي اللقجاوي الخطأ خطؤك فمنذ مدة غير هينة لم نحظ بسماع صوتك على الاقل تذكرنا ( … ) بين الفينة و الأخرى…
– و مع ذلك لن يكون إلا ما تحب و تشتهي … بالمناسبة كم تلبس المدام في ” رجليها ” أريد ان أبعث لها ” شربيل فاسي ” و معه ” تكشيطة ” و بشكليطة .
– لقد وجدتني متوجها للأرشيف لأبحث لك عن شريطك و يالها من صدفة عجيبة…
– شوف أنت غير دوزني و اللي بغا الخاطر.
– واخا شوف، في 7 الزمان يوم الأحد و المكان : منزل الفنان ” بوبو ” عبر قناة الوقواق للفدلكة و الزعلكة.
المناسبة : مقابلة رياضية هامة بين جزر ” الشكرباكربان ” و جزر ” أَصَالعِستان “.

يوم العرض

يرن هاتف البيت، تسرع الخادمة لإلتقاط السماعة و قبل أن يتحدث الطرف المتصل تبادر الخادمة بالقول : يقول لكم سيدي أنه نائم أو خارج أو في الحمام اتركوا له ما تريدون قوله و سيتصل بكم لاحقا.

و بينما هي تستظهر هذه اللازمة التي تحفظها عن ظهر ” كلب ” عفوا عن ظهر قلب ، يلوح الفنان المستلقي على الأريكة بإشارة البنصر للخادمة التي تغلق الخط دون أن تترك الطرف المتحدث فرصة قول كلمة فقد تعلمت أن هذا السلوك فيه نوع من البر بولي النعمة من جهة و ” البريستيج ” من جهة أخرى حيث يجب أن يعلم المتصل أن الفنان دائما مشغول .

يعاود الهاتف رنينه مرة أخرى و بلا انقطاع، فتبادر الخادمة : ” راه قال ليكم سيدي أنه .. ” و قبل أن تتم نشيدها المعتاد يقاطعها المتصل :
– قولي ليه ” التلفزة ”
و دون أن تردد كلمة تحمل السماعة لولي نعمتها صارخة :
– التلفزة سيدي التلفزة …
يحتضن هذا الأخير الهاتف بكلتا يديه ثم يصيح: آش هذا لغبور، و الله لقد وجدتني أفكر فيك حالا و كنت سأتصل بك لولا أنك سبقـتني.. لقد عدت بالأمس من الجولة في المهجر ” و جاب الله التيسير ” و الله لا أدري كيف أرد جميلك في كل سهرة أجد الناس يحفضون ” الريبيرطوار ” كاملا من ” يالمعكازة نوضي من النعاس ” إلى ” غسلي وجهك يالعمشة “.
يرد بزناس الإعلام المغربي :
– وهل تظن أننا نلعب ، دائما أختار لك الوقت المناسب للمرور ، و نزيدك – يالله آسيدي راك اليوم دايز ” فلاميطا ” ديال الماتش و كيف جاتك هادي ؟
الفنان اللقجاوي :
– أنا مزاوك دوزلي الأغنية ديالي الجديدة اللي نازلة للسوق ” عايش بلكريدي غير ودي يا ولدي ” و شوف إلا ما قديتيش دوز ليا هادي : ” اللهم الغربة و لا وجوه مثقبة “.
يرد بزناس الإعلام المغربي :
– هي اللي ما تعاودش يالله حتى نتلاقاو .
للأسف هذا واقع قنواتنا و بنات عماتهما .

حقيقة أخرى ضائعة هي كالآتي :
– أهلا بالشريف ، هل أنت الذي شارك في السهرة التي نظمتها القناة الوقواقية بمناسبة اكتشاف كراكيز إعلام الغد ؟؟؟

شكرا لصبركم و حسن تمعنكم في هذا النص الساخر، ترقبوا بقية النص :
الحقيقة الضائعة كُتب و سيتم نشره ، تعمدت عدم إضافته كي لا أطيل عليكم من جهة و كي يضل شغفنا أجمعين في انتضار النص التاني …

ــــــ
سعيد عسى المعزوزي ، آراء ووقائع أكتبها لا لأعود إليها و لكن ليعيد تصحيحها و كتابتها الآخرون.