وجهة نظر

ومضات

طوال الأسبوع الماضي، اختلطت علي الأمور بشكل كبير جدا، وددت أن أدون رأيا حول موضوع بعينه، قد يستأثر باهتمام العديد من الأشخاص، لكنني وجدت نفسي عاجزا عن القيام بالأمر، فهناك العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الناس، مما يتوجب معه التريث والتمهل قليلا، فالأمر ليس سهلا كما قد يعتقد البعض، وفيه الكثير مما قد يقال أو يترك، دون الاشارة إليه.

ماذا عساني أن أكتب؟ وحول ماذا سأكتب؟ ما الموضوع المناسب للنقاش؟ كيف ومتى …..الخ ؟؟ وغيرها كثير من الأسئلة التي تتصارع في ذهني، وأنا أتابع الكم الهائل جدا من التعاليق والتعاليق المضادة، بخصوص عدة أمور جعلها الكثير محط نقاش ومساءلة، بل وحساب ونقد أيضا، سواء كان ذلك بشكل إيجابي أم سلبي، اتفقنا أم اختلفنا معها، فالقصد في البدء والمنتهى هو إغناء الساحة الاجتماعية برؤى تختلف باختلاف أهلها ومنطلقاتها ومقاصدها، كلها تصب في خانة الرقي بالوعي المجتمعي وتحصين مكتسبات الأمة في مجال حرية التعبير والرأي.

خذ عندك مثلا هاته القضايا التي تبرز من حين إلى آخر، أو تلكم التي لا تظهر إلا زمنا معينا (شهر رمضان مثلا) من قبيل:
– المنتوج الاعلامي الكارثي في رمضان
– قضية الإفطار العلني في رمضان وإشكالية الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
– السباق الانتخابي وثنائية القطبية السياسية بالبلاد
– صراع القيم الاجتماعية وجدلية الحقوق الفردية في المجتمع المغربي
– الحرب المشتعلة أوارها في العراق وسوريا وآخر المستجدات

هذا غيظ من فيض، كثيرة هي المواضيع التي يمكن النقاش فيها، والكتابة عنها، حسب اهتمام كل واحد منا ورغباته، فالجميع حر في قوله وفعله، لأن الاختلاف سنة الله بين خلقه، المهم هو الوصول الى حلول ممكنة أو متوافق حولها، تجعل الكل يحس بأهمية ما يحيط به من حوله، لا أن يبقى رأيه حبيس قشرته الدماغية، لعل وعسى أن ينفع به نفسه، إذا لم ينتفع منه غيره.

مصيبة المنتوجات الإعلامية في رمضان ببلادنا

وأنت تستمع أو تشاهد ما يبث خلال شهر رمضان المبارك، سنة بعد أخرى، على شاشة قنوات القطب العمومي المغربية، من ألفه إلى ياءه، لاشك أنك ستلاحظ وتسمع كثيرا أن هناك سخطا عارم وسط العديد من الفئات المستهدفة بما يقدم فيها (هناك فئات من المجتمع غير معنية بتاتا بما يبت في قنوات الوطن نظرا لعدة أسباب لا يسمح المجال للتفصيل فيها)، من برامج ترفيهية أو كوميدية، إما بسبب رداءة المحتوى أو سخافة من يقدمه على سواء، وبالتالي النفير العام وشبه الكلي نحو أفق أرحب مضمون بوجود فضاء خارجي يسمح بمشاهدة قنوات أجنبية تتنوع حسب تنوع اهتمامات الأفراد والمتابعين لها، تحترم مشاهديها وتقدم برامج تليق بمستوى الشهر الكريم.

فقد أصبح الأمر بمثابة عقاب جماعي، يتعرض له المواطنون، داخل بيوتهم، وبين أفراد الأسرة كافة، بسبب الكم الهائل من التفاهات التي لا قيمة لها تذكر، الا قيمة كلفتها المادية الباهضة جدا، التي صرفها عليها القائمون على الشأن الاعلامي ببلادنا، في سبيل انتزاع ضحكة أو شيء من هذا القبيل، والتغاضي عمدا عن أفكار ومواضيع أخرى كان يمكن تجلب اهتمام شريحة عريضة من الناس، وتجعلهم يستفيدون منها، بدل زيادة منسوب كره الناس لإعلام لا أمل فيه في الوقت الحاضر، رغم وجود بصيص أمل يكاد يضمحل وسط هذا الكم الهائل من الترهات المنثورة صباح مساء.

ستقولون لي ما الحل، لأن الموضوع قيل فيه الكثير والكثير حتى أصبح حاله شبيه البرامج المملة المعادة نفسها ؟ ما الذي ينبغي عمله في هذا المجال المؤثر بشكل كبير وواضح على شرائح عريضة من أفراد المجتمع ؟

الحل بيد الجميع، قد يختلف شكله، كلفته، ومن يقوم به، لكن الأكيد هو أن هناك كثير ممن يرغب في تغيير هاته الصورة القاتمة لإعلامنا اليوم، فقط يتوجب علينا القيام بشيء، عوض أن نكون ممكن يصدق فيهم المثل القائل: ” أشعل شمعة، عوض أن تلعن الظلام “.

لا نريد أن نلعن ظلام قنواتنا العمومية فقط، التي تمول من جيوب دافعي الضرائب، لكن يجب علينا أن ننير طريق بعضنا البعض، باقتراحات وأفكار ونحاول تطبيقها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

نكمل بقية المواضيع غذا ان شاء الله.. تقبل الله صيامكم بمزيد من الأجر والثواب.