سياسة

لشكر يعلق على “باليزة” بن كيران وينتقد منعه من دخول مقر الاتحاد

يستمر مقر حزب الاتحاد الاشتراكي في لفت الأنظار إليه في شهر رمضان، فبعد الجدل الذي رافق محاولة منع استضافة عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المقر التاريخي لحزب بوعبيد، حل إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ضيفا على مؤسسة المشروع البحثية التابعة للحزب، مساء أمس الثلاثاء.

لشكر أثار الكثير من الجدل بتصريحه عن توجه حزب للانتخابات البرلمانية المقبلة بهدف الفوز، معلنا أن الاتحاد إذا حصل على 200 مقعد سيحكم لوحده، وذلك بعد تأكيده على أن استحقاقات 7 أكتوبر ستكون مزورة إن لم تتم مراجعة اللوائح الانتخابية.

في هذا اللقاء سيوجه لشكر مدفعيته نحو وزارة الداخلية وحزب العدالة والتنمية وأمينه العام، بل وحتى أعضاء المكتب السياسي لحزبه بسبب تدويناتهم في الفيسبوك، قبل أن يطرح رؤيته حول الحريات الفردية والمشهد السياسي في المغرب.

ورغم العداء السياسي بينهما، دافع زعيم حزب بوعبيد عن بن كيران في أكثر من مرة في هذ اللقاء، بداية باستنكار منعه من دخول مقر الاتحاد الاشتراكي، ثم نفيه تهمة قتل بنجلون عن الأمين العام لحزب المصباح، وانتقاده للقيادية الاتحادية حنان رحاب بسبب رفضها استضافة بن كيران في مقر الحزب.

الانتخابات المقبلة ستكون مزورة

قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن الانتخابات المقبلة ستكون مزورة إن لم تراجع وزارة الداخلية اللوائح الانتخابية.

وأضاف في لقاء لمؤسسة المشروع، أمي الثلاثاء بالرباط، أن وزير الداخلية صرح بوجود نصف مليون ناخب سجلهم حزب العدالة والتنمية، مطالبا حصاد بضرورة مراجعة اللوائح الانتخابية.

واعتبر المسؤول اليساري أن سماح الداخلية لحزب بن كيران بتسجيل المواطنين في اللوائح الانتخابية، يعتبر منحا للمعطيات الشخصية لاستغلالها انتخابيا.

إذا حصلنا على 200 مقعد سنحكم لوحدنا

وفي موضوع الانتخابات أيضا، قال لشكر إن حزبه سيفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع تنظيمها في 7 أكتوبر، مضيفا أنه إذا حصل على 200 مقعد سيحكم لوحده.

وأشار لشكر إلى أنه سيتشاور مع الأحزاب الفائزة إن لم يفز كليا في الانتخابات، حسب قوله.

وأضاف أن الاتحاد الاشتراكي يسير نحو الانتخابات بهدف الفوز جزئيا إن لم يفز بها كليا.

بن كيران لم يقتل بنجلون

نفى إدريس لشكر، تهمة قتل الاتحادي عمر بنجلون عن عبد الإله بن كيران، مشيرا إلى أنه لم يكن ضمن المتهمين، وأن عائلة بنجلون صفحت عن القتلة.

وهاجم المتحدث، أعضاء حزبه الذين منعوا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من دخول مقر الحزب، واصفا ما حدث بالعار وأنها ممارسة لا نضالية ولا مسؤولة ولا تحترم الرأي الآخر.

وأشار الكاتب الأول لحزب بوعبيد، إلى أن الذين منعوا بن كيران لا علاقة لهم بالحزب حاليا، وأحدهم تم طرده من الحزب في الولاية السابقة، حسب قوله.

وكشف المتحدث الاتحادي أن بن كيران سبق له أن زار مقر الاتحاد الاشتراكي أكثر من مرة، وتم استقباله بعد انتخابات 2007 للتشاور بشأن تشكيل الحكومة.

وفي إشارة إلى إمكانية التقارب مع حزب المصباح، قال لشكر إن الحوار مع “البيجيدي” ممكن وهو حزب عادي، وسأقول له “برافو” إذا توافق معنا حول بناء دولة المؤسسات وفصل الدين عن السياسة، وكفى في بعض القضايا التي نرفضها، وفق تعبيره.

“جميع لباليزة” ابتزاز للدولة

عن طريقة النكتة اختار الكاتب الأولى لحزب الوردة أن يرد على عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب المصباح، حيث قال لشكر إن حديث بن كيران عن “جمع الباليزا” هو ابتزاز للدولة وتخويف المغاربة في استقرار البلد.

وأضاف في نفس اللقاء، أن تهديد بن كيران بالخروج من الحكومة هو العبث، مشيرا إلى أن “لي كيجمع الباليزا ماكيقولهاش”.

لشكر طرح السؤال على بن كيران بالقول إلى من توجه هذا الكلام؟ هل للملك أم لمن؟ لشكر شبه وضع بنكيران بنكتة قالها له أبوه “عن شخص يعزمونه على العشاء لكنه يرفض وكأنه غاضب وهو في قرارات نفسه يتمنى لو ألحوا عليه في أكل العشاء”.

زعيم حزب “بوعبيد”، استدعى أيضا الثقافة الشعبية للرد على أمين عام حزب العدالة والتنمية ليقول إن الرجل أو المرأة في البيت عندما يقع الخصام ويعزم أحد الطرفان على المغادرة فإنه يحزم الحقيبة دون إذن مسبق.

 وتساءل لشكر عن معنى حديث بن كيران بهذا الأسلوب أمام الشعب، معتبرا ذلك أسلوبا مرفوضا.

في نفس اللقاء الحواري الذي نظمته مؤسسة المشروع البحثية التابعة لحزب الوردة، قال لشكر “نحن حزب حداثي لكننا نشكل امتدادا للإسلام العقلاني إسلام بن رشد ولن نتنازل عن هذه المرجعية لأي كان ولن نقبل أي إسلام وصولي، إسلامنا إسلام عقلاني متفاعل مع التحولات”.

وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، قد قال الثلاثاء في مجلس النواب، إنه لا يخاف من الإضرابات “وأنا رئيس حكومة وجامع حوايجي فالباليزا، وحتى حوايجي خذوهم”.

الرجعيون من استفادوا من 20 فبراير

زعيم حزب الوردة، قال إن الذي استفاد من حراك 20 فبراير وخروج شباب الحداثة هو التوجه المحافظ سواء على مستوى الدستور أو باقي الاستحقاقات التي أعقبته، وذلك في إشارة منه لحزب العدالة والتنمية دون أن يسميه.

وأضاف لشكر أن البلاد في حاجة لانتقال ديمقراطي ثالث، مشددا على أن من يقول اليوم بأن الواقع سيبقى على ما هو عليه هم رجعيون.

وقال المسؤول الحزبي اليساري إن المغرب عرف التناوب في 1998 ويعرفه اليوم وأنه في حاجة لأكثر من تناوب أو ثلاثة أو حتى عشرة.

لشكر قال في موضوع التشريع “إن التشريع عندنا لا يستند إلى الشريعة بل إلى القانون” وأضاف لشكر أن المغاربة مطالبون بالحسم فيما إن كانو يريدون العيش بقيم تعود لأزيد من 14 قرن خلت، أو بقيم حقوق الإنسان الكونية.

تدوينة رحاب عار

وجه لشكر انتقادات لاذعة لحنان رحاب عضو المكتب السياسي للحزب على شاكلة التقريع، حيث وصف تدوينة رحاب التي تلاها عليه أحد الصحفيين بالعار وبغير المسؤولة.

وشدد لشكر أن أعضاء المكتب السياسي يجب أن يتحلو بالمسؤولية والانضباط، وأن يعبروا عن آرائهم داخل مؤسسة المكتب السياسي وإلا لا حاجة لاجتماعه، مضيفا أن ما قامت به رحاب غير مسؤول وسلوك غير عقلاني يخاطب النخاع الشوكي، وأنها طريقة عفا عنها الزمن.

القيادي الحزبي كشف أن حنان رحاب لم تنضبط لتوجيه المكتب السياسي في اللقاء الأخير، والذي طلب من أعضائه أن يتقوا الله ويراعوا موقعهم ومسؤولياتهم.

وكانت حنان رحاب، قد نشرت تدوينة على حسابها الفايسبوكي، تنتقذ فيها خطوة استضافة مؤسسة “المشروع” البحثية التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي، للأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، معتبرة ذلك فيه ضرب من التناقد.

وتساءلت رحاب في التدوينة ذاتها، بالقول، كيف يعقل أن نستضيف ابن كيران، الذي نعتنا بالسفهاء والذي ارتكب مجازر في حق الأساتذة المتدربين.