وجهة نظر

على من يريد أن يكون رئيسا للحكومة أن يكون أهلا لها

إن رئاسة الحكومة ليست بالامر البسيط و ليست بالشيء الهين كما أنها لا تتأتى بالعبث أو عن طريق الصدف ، بل أن تكون رئيسا للحكومة يجب أن تتور فيك جملة من الشروط و الخصائص من أسماها:

أولا ، المصداقية : و يطيب لي أن أقول بأهميتها و خاصة أن تكون لدى الشخص مصداقية عند نفسه من خلال مدى إيمانه بمبادئه و الاهداف التي يروم تحقيقها ، إنني أشك في أن بعض الدخلاء على مجال السياسة اليوم يصدقون أنفسهم ذلك أنهم يوهمون متتبعيهم بأن لهم أهدافا و منطلقات و مبادئ لا مكان لها في الواقع.

ثانيا ، النزاهة : فلا يمكن للص و ناهب المال العام أن يكون رئيسا للحكومة كما لا يمكن لمهرب المخدرات و عراب المافيا أن يكون هو الاخر رئيسا للحكومة ، بل يجب على من يريد أن يصبح رئيسا للحكومة ان يكون نزيها يداه نظيفتان من دنس المال العام و الحرام، و هنا لا يفوتني و حتى لا أكون شيطانا أخرصا أن أشير و بكل صدق إلى نزاهة رئيس حكومتنا اليوم ، ذلك ان جميع اعدائه من منافسين سياسيين و متقمصي مهنة الصحافة وما أكثرهم يبحثون عن أصغر ثغرة تمكنهم من إنتقاد بنكيران و لكنهم و إلى هذه اللحظة لم يجدوا برهانا واحدا يثبت فساده و أنا متيقن أنهم لن يجدوه .

ثالثا ، الجرأة و الشجاعة : و تعتبر القوة و العزم و الثبات و الارادة من مقوماتها ، فلتتخذ قرارا أو تفتح ملفا شائكا يجب أن تكون لديك هذه المقومات . لقد وظف بنكيران كل هذه العناصر السالفة الذكر في مسار الاصلاح الذي ينهجه فكان قويا وشجاعا عندما أعلن إصلاح صندوق التقاعد كما كان جريئا و ثابتا في قراراته بخصوص قضية ” الاساتذة المتدربين ” كما أن له رغبة صادقة و إرادة متينة في النهوض بالمغرب و إصلاحه و تطهيره من الفساد الذي إستفحل فيه.

رابعا ، المواطنة : و لم أرجئ التطرق إليها تقليلا من قيمتها بل لأن الخصائص السالفة الذكر تصب فيها . إنه لمن المثير للعجب اليوم كيف تناسى بعض المتسللين الى ساحة السياسة اليوم مصلحة الوطن سعيا لتحقيق مصالحهم و أهدافهم الفردية ، و كيف جعلوا من مصلحة البلاد أمرا هامشيا عكس ما يقوم به الاستاذ عبد الاله الذي ما انفك يحرص على مصلحة الوطن و جعلها اسمى من كل اعتبار مخلصا دائما و أبدا لشعار المملكة الخالد ” الله ، الوطن ، الملك ”.

لقد وضع بنكيران شعبيته مرات عديدة على المحك من خلال مجموعة من القرارات و منها على سبيل المثال لا الحصر القضية الرائجة في هذه الايام ملف الاساتذة المتدربين ، فلو أن بنكيران أراد حل هذا الامر بطريقة تضمن له شعبيته على حساب الوطن للجأ كما فعل من سبقوه الى التدين من الخارج ، لكنه أبى إلا أن يجد حلا مقبولا لدى الجميع درءا لإثقال كاهل الدولة بالديون و حفظا لمصالحها و هنا تكمن المواطنة الصادقة ، و لو ان الأساتذة المتدربين أدركوا هذا الامر و فهموه على حاله لفعلوا ما أمروا به و للتزموا بالمرسومين و لعضوا عليهما بالنواجد.

خامسا، الشعبية : وهي لا تتأتى من فراغ بل تنتج عن عمل متواصل جماعي دؤوب ، يبدأ بالعمل والنظال و تحمل المسؤوليات الحزبية وغيرها ، لقد استطاع بنكيران بفعل مصداقيته و حمله هم شعبه أن ينال إعجاب العديد من الفاعلين السياسيين و المدنيبن و الحقوقيين و النقابيين و العلماء و الدعاة المسلمين و مختلف أطياف الامة المغربية بل حتى إعجاب السياسيين العالميين .
إن نزاهة بنكيران و حدها بغض النظر عن النتائج الإيجابية الكبيرة التي حققها بمعية وزراء الحكومة لكفيلة بأن تمنحه و لاية ثانية يكمل فيها مسار الاصلاح و يدحر فيها سبل الفساد و يخدم خلالها العباد و البلاد .