منوعات

علماء يخترعون بطارية تعيش للأبد “عن طريق الخطأ”

اكتشف باحثون نوعا جديدا من البطاريات يمكن أن يدوم للأبد. ومن المثير للاهتمام، أن هذا الاكتشاف في عالم البطاريات قد كان وليد المصادفة المحضة. رغم أنه يمكن لهذا النوع الجديد من البطاريات أن يحسن من أداء معظم الأدوات التي تمتلكها.

ووفقا لتقرير نشره موقع “إكسبرس” البريطاني، يزعم باحثون في جامعة كاليفورنيا، إرفين أنهم تمكنوا من تصنيع بطارية بطاقة لا تنضب، وعلى عكس تكنولوجيا البطاريات الحالية، يمكن شحن هذه البطاريات الحديثة وإعادة شحنها مئات المرات بدون أن تخسر قدراتها أو يضعف أداؤها. هذا الأمر يعني أن بطارية هاتفك الذكي أو حاسوبك المتنقل أو جهازك اللوحي المفضل سوف تبقى معك لمدة طويلة.

إن المثير للدهشة أن هذا الاكتشاف الاستثنائي قد تم بمحض المصادفة على يدي ميا لو تاي، وهي طالبة دكتوراه في الجامعة.

لقد كان فريقها يقوم بفحص الأسلاك النانوية – وهي مواد تمتاز بسماكة أقل بآلاف المرات من الشعر البشري، ونظرا لهشاشة هذه المواد، فإنها عادة ما تتحطم بعد عدد من دورات الشحن.

ولكن، وأثناء أحد الفحوصات، تم غمر هذه التكنولوجيا الهشة بطبقة من الجل، الأمر الذي عمل على تقوية الأسلاك وجعلها أكثر صلابة وتحملا.

وتعليقا على هذا الاكتشاف، يقول ريتشارد بينير، رئيس قسم الكيمياء في جامعة كالفورنيا، إرفين: “لقد كانت ميا تلهو عندما قررت تغطية الأسلاك بطبقة من الجل وبدأت بتدويرها. اكتشفت عندها أنه ومن خلال استعمال الجل، يمكن إعادة تدوير هذه المواد لمئات بل لآلاف المرات بدون أي فقدان للقدرة الاستيعابة أو الأدائية. إن هذا الأمر جنوني، وذلك لأن هذه المواد تتحطم تماما بعد 5,000 – 6,000 دورة كحد أقصى”.

لقد تم اختبار البطارية الجديدة لأكثر من 200,000 مرة وقد أثبت الفريق عدم حدوث أي فقدان للطاقة.

تقول ميا لي تاي: “إن القطب الكهربائي المغطى يحتفظ بشكله بطريقة أفضل، مما يجعله خيارا يعتمد عليه. يثبت هذا البحث أن البطاريات القائمة على تكنولوجيا الأسلاك النانوية يمكن أن تعيش لمدة طويلة، وأنه يمكننا أن نصنع مثل هذا النوع من البطاريات على أرض الواقع”.

بالإضافة إلى الأداء الأفضل الذي ستؤمنه هذه التكنولوجيا الجديدة للهواتف والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة، سوف تساعد هذه البطاريات على دعم الأجهزة المنزلية والسيارات وحتى المركبات الفضائية وتزويدها بطاقة تدوم للأبد.