وجهة نظر

ذكرى مجزرة دير ياسين

9 أبريل 1948 تاريخ خالد في الذاكر الفلسطينية، ويوم شاهد على الإرهاب الصهيوني الذي لا يجد من يحاربه ولا من يقف في وجهه، الإرهاب الذي يمارس أمام أنظار العالم بدون أن يحرك أحد ساكنا، بدون أن تقوم القيامة وبدون أن تقوم قوى الخير بجمع جيوشها لمحاربة هذا الإرهاب الذي لم تكن مجزرة دير ياسين المجزرة الوحيدة التي ارتكبها فمجزرة الحرم الإبراهيمي شاهدة هي الأخرى ومجزرة حي الشجاعية بغزة التي ستشهد فيها أزيد من 80 شهيد وشهيدة، ويستمر المسلسل الذي لا ينتهي بعمليات الإعدام اليومي التي تتم في حق شباب وشابات الانتفاضة.

تعود أحداث هذا اليوم الأسود إلى الهجوم الذي نفذته الجماعتين الصهيونيتين الإرهابيتين “آراغون” و “شتيرن” على قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة مخلفة بذالك ما بين 250 و 360 شهيدا قتلوا بدم بارد.

و وفق شهادات الناجين من المذبحة فإن الهجوم الإرهابي بدأ قرابة الساعة الثالثة فجرا، معتقدين أن أهل القرية قد غادروها خوف منهم، إلا انه حصل ما لم يكن في حسبانهم فقد كانت نيران الأهالي التي أسقطت أربعة من اليهود وما لا يقل عن 32 جريح. هذا الحدث دفع هذه العصابات إلى طلب المساعدة من قيادة “الهاغاناة” في القدس وجاءت التعزيزات التي مكنتهم من استعادة جرحاهم وفتح نيران الأسلحة الرشاشة والثقيلة على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة وإلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة.

العصابات تتكتل فيما بينها حيث استعان الإرهابيون بدعم من قوات “البالماخ” المتواجدة في أحد المعسكرات بالقرب من القدس لتقوم بقصف القرية بمدافع الهاون لتسهيل مهمة العصابات المهاجمة. ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماما من أي مقاومة، فقررت قوات “الآرغون” و” شتيرن” استخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيدا، وهو الديناميت وبهذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتا بيتا.

وحسب رواية شهود عيان أيضا، فإن العصابات الصهيونية قد أوقفوا العشرات من أهلي دير ياسين إلى الجدران وأطلقوا النار عليهم،وأن هذه الوحوش المتطرفة لم تكتفي بإراقة الدماء، بل أخذت عدد من الأهالي الأحياء بالسيارات واستعراضهم في شوارع الحارات التي استولوا عليها من ذي قبل وسط هتافات عنصرية حاقدة.

أمام كل هذا ونحن نستحضر الذكرى 68 لهذه المجزرة الرهيبة والبشعة نتساءل عن تعريف الإرهابي، وهل هو وجه واحد أم أنه يختلف حسب من يمارسه؟ أين هي قوى الخير التي دخلت العراق من أجل مكافحة الشر فدمرت العراق أشد تدمير؟ أين هي قوى التحالف الدولي لمناهض الإرهاب من الإرهاب الصهيوني أم انه لا يعتبر إرهاب؟ مؤخرا قامت فرنسا الجمهورية الخامسة وفي عصر العولمة ووسائل الاتصال وحرية التعبير بحجب بث قناة الأقصى بتهمة التحريض على العنف، فيا دولة حقوق الإنسان هل ما قمتم به أثناء الاحتلال الألماني لفرنسا إرهاب أم مقاومة لمحتل؟ أين هي الدول التي ترسل جيوشها إلى سوريا لتدميرها بدعوى محاربة داعش أين هي من هذا الإرهاب؟ أم أن دولة الصهاينة مترفعة لا حسيب ولا رقيب وأنهم شعب الله المختار الذي تعد كل أعماله مشروعة ولا يملك أحد محاسبته أو حتى مسألته عن جرائمه؟

و السؤال الأبرز أين الأنظمة العربية؟ ماذا تفعل بالأسلحة التي تتسابق لشرائها وتكديسها في المخازن؟ ألم يحن الوقت بعد لدعم الشعب الفلسطيني لنيل حقه في الحرية وطرد المحتل؟ الم تفهم بعد الأنظمة العربية أن خيار المفاوضات لن يجلب سوى المزيد من الذل وحصد أرواح الشهداء؟.