وجهة نظر

قراءة في التحالفات التي ستعرفها انتخابات 2016

مع إقتراب الإنتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 7 أكتوبر 2016، أعطتنا الولاية الحكومية الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية قراءة تحليلية ومفصلة في التحالفات المحتملة للحكومة المقبلة التي لازال قائدها مجهولا رغم أنه من المنظور والتصور السياسي فالأغلبية ترى بأن الحكومة المقبلة ستكون من نصيب حزب العدالة والتنمية، وذلك راجع إلى مجموعة من الإعتبارات لا يمكن الدخول في تفاصيلها ولكن مايهمنا من كل هذا هو التحالفات المحتملة ل 7 أكتوبر.

فالتحالف الأول:

سيكون في يد حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الإتحاد الإشتراكي وحزب التجمع الوطني للأحرار و من الممكن أن نضيف إلى سيادتهم حزب الحركة الشعبية.

فحزب الأصالة والمعاصرة فمنذ تأسيسه وهو يعتبر عدوه هو المصباح، فقط تأسس من أجل محاربة حزب العدالة والتنمية أو بالأحرى الإسلاميين كما جاء على لسان أمين العام للحزب إلياس العماري، وهذا يظهر للعيان. أما الحزب الأزرق أو الحمامة فقد دخل إلى التحالف وأعلن هو كذلك الحرب ضد حزب العدالة والتنمية، وذلك من خلال المدفعية التي وجهها رئيس الحزب مؤخرا لرئيس الحكومة، والذي إعتبرها الكثير بأنها كلمات إسفزازية وستقصف بالحزب في بركان قوي وذلك في الإنتخابات التشريعية المقبلة وبالتالي سيفقد توازنه.

فحزب الحمامة الباحث عن المناصب حسب الشعب الفيسبوكي، والذي دخل إلى الحكومة في مكان حزب الإستقلال فقراراته الأخيرة أو المعركة التي خاضها ضد إخوان بنكيران، فهي حرب فقط ستخدم مصالح حزب التراكتور،فرغم إستفزاز مزوار لبنكيران فهذا الأخير قرر أن يجلس في مقعد الصمت وأن لا يرد على مزوار معلنا أن الحملات الإنتخابية ل 7أكتوبر هي التي سيجيب من خلالها بنكيران عن كلام مزوار وهذا ماعهدناه في خطابات بنكيران بحيث سيخوض حربا ضد حزب التجمع الوطني للأحرار والتي غالبا ماسيفقده مجموعة من المقاعد البرلمانية.

أما حزب الوردة فدائما نراه يخوض حربا ضد حزب المصباح وذلك بقراراته الجريئة التي تعارض إيديولوجية حزب بنكيران أو بالأحرى التي تعارض الشريعة الإسلامية كموضوع التعدد والمساواة في الإرث… هذه المواضيع جلبت على الحزب سخط شعبي عارم.

كل هذه الحرب أعطتنا تفاصيل التحالفات المقبلة، والتي ستضم كل من حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الإتحاد الإشتراكي وحزب التجمع الوطني للأحرار ومن المحتمل أن ينضاف إلى صفوفهم حزب الحركة الشعبية.

التحالف الثاني:

سيندحرج فيه حزب الإستقلال مع حزبي العدالة والتنمية و التقدم والإشتراكية في تحالف يجمع شملهم.

فحزب الإستقلال الذي أعلن عن فسخ عقده مع حزب الأصالة والمعاصرة وبدأ يدق على باب المصباح ويقترب منه شياء ما باحثا عن مكانة جيدة تليق به في إنتخابات 7 أكتوبر المقبلة، خاصة بعدا الكارثة والهزيمة التي الحقها حزب المصباح بحزب الميزان في عقر داره بمدينة فاس في إنتخابات 4 شتنبر.

كل هذه التحالفات سيبقى يتحكم فيها كل من حزب الأصالة والمعاصرة الذي سيقود سفينة التحالف الاول أما الحزب العدالة والتنمية سيكون قبطان التحالف الثاني.

وبالتالي سنكون أمام أو بالأحرى سنبقى أمام نفس الصراعات التي عرفناه منذ زمان.