وجهة نظر

مزوار يستجذي السياسة

ان انسحاب الاستقلال بزعامة حميد شباط من حكومة بنكيران كان خطا جسيما وفكرة غبية و استراتيجية خاسئة كلفت الحكومة مجموعة من الطاقات الشابة و القدرات العالية و الشخصيات السياسية بكل تجلياتها , إن هذا الانسحاب ارغم بنكيران على اختيار بديل يملئ به الفراغ الذي خلفه الاستقلاليون فكان الخيار الوحيد المتبقي هو حزب التجمع الوطني للاحرار و هو ايضا لا يخلوا من الشخصيات الهامة من قبيل محمد بوسعيد وزير الاقتصاد و المالية .

ومن اجل انجاح هذا الامر كان لابد من اعطاء صلاح الدين مزوار وزارة ترضيه و تليق به كزعيم للحزب بيد ان سجله لا يخلوا من ملفات الفساد جاصة في فترة تربعه على مقعد وزارة المالية في عهد عباس الفاسي , فبعد تنازل العثماني عن وزارته بكل تضحيه و سرور وهنا وجبت الاشادة بما ربى عليه حزب العدالة و التنمية ابنائه من عدم تعلق بالمناصب و حبها . تم تعيين صلاح الدين وزيرا للشؤون الخارجية و التعاون هذا المنصب و الذي لم يكن ابدا اهلا له ذلك لما شهدته الدبلوماسية المغربية في عهده من اضطرابات خاصة على مستوى قضية الصحراء و التي تي تعتبر القضية المغربية الوجودية الاسمى .

الا انه وفي الايام القليلة الماضية شهد الوضع بعض الاهتزازات ذلك ان قام مزوار بابداء جملة من الانتقادات للحكومة خاصة رئيسها و اعلان مجموعة من المواقف المعادية للعدالة و التنمية الاخيرة و التي رد عليها بنكيران بطريقة سياسية عقلانية من خلال رسالة حملها صحفية كانت تحضر مؤتمرا لحزب التجمع الوطني للاحرار وصف فيها مزوار ب ” المهزوز سياسيا ” .

ولكنني قد التمس عذرا لمزوار ذلك انه احس باقتراب موعد غزاحته من المشهد السياسي خاصة بعدما عين الملك بالعيون وزيرا منتدبا في الخارجية التكنوقراطي ناصر بوريطة و انما اتى هذا التعيين كإعداد له ليعين وزيرا للخارجية في الحكومة القادمة كوسيلة ناجعة للتخلص من المهزوز سياسيا , الاخير و الذي ابدى تعاطفه مع البام خاصة في تحالفات انتخابات 4 شتنبر ظنا منه انه يستطيع ان يضمن لنفسه وزارة جيدة مع البام و هذا ما لن يكون .

و بهذا يكون مزوار بين واقع مرير يتجلى في رغبة الدولة بالتخلص منه و حلم سعيد يتمثل في التحالف مع البام ليضمن لحزبه مكانة في الحكومة التي يأمل ان يشكلها البام و الى ذلك الحين فان مزوار سيظل يأمل من السياسة ان تحقق له حلمه .