أدب وفنون

شهادات مؤثرة في رحيل كبير المسرحيين المغاربة الطيب الصديقي

أجمعت شهادات لعدد من الفنانين على أنه برحيل الفنان الطيب الصديقي يفقد المغرب والعالم العربي بل الثقافة الإنسانية علما من أعلامها البارزين.

وبهذه المناسبة، استقت وكالة المغرب العربي للأنباء لدى عدد من الفنانين شاركوا في تشييع جثمان الفنان، اليوم السبت بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، من بينهم الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد الذي اعتبر أن الصديقي هو “مؤسس المسرح المغربي في طبعته الحديثة”، وهو “المجتهد الذي تفاعل مع التراث المغربي ونقل الحلقة إلى المسرح والمسرح إلى الحلقة”، واطلع على التراث الشعبي المغربي.

وأضاف أنه الرجل الذي سافر إلى فرنسا وتتلمذ علي يد كبار رجالات المسرح هناك، وخاض تجارب كبيرة وغنية مع المسرح العمالي في المسرح البلدي ومسرح الناس ومسرح المقهى، وكذا الملاحم الجميلة منها معركة “الملوك الثلاثة” و”سلطان الطلبة”.

وقال برشيد “إننا أمام قامة كبيرة تنتمي لهذا المغرب الغني بثقافاته العربية والأمازيغية والإفريقية والإسلامية”، مضيفا أن الراحل، الذي “عاش حياته كلها للثقافة، كان فيه ذلك المثقف المعتز بمغربتيه والفنان الموسوعي والمؤلف والمخرج والممثل والشاعر والرسام”.

وأشار عبد الكريم برشيد إلى أنه برحيل الطيب الصديقي “لا نملك إلا أن نطوي صفحة من صفحات المغرب المشرقة، ونترحم على كل الذين أسدوا أياد جميلة لهذا البلد”.

ومن جهته، أبرز الفنان محمد حسن الجندي الأعمال الكبيرة للراحل، مضيفا أن الصديقي الذي عشق المسرح، ظل وفيا له ومجددا فيه ويحتفظ بأدق تفاصيل المسرح لأنه رجل ثقافة شاملة وفضلا عن تخصصه في فن المسرح وفنون أخرى منها الخط والرسم وتصميم الديكور.

واعتبر الجندي أن الصديقي “رجل كبير على العديد من المستويات وطنيا ودوليا”، مشيرا إلى أن “ما سيقال في حق الرجل من شهادات بعد رحيله أكبر مما سمعه قيد حياته”.

أما الفنان عبد الحق الزروالي، فقد وجه للفقيد رسالة “اعتزاز وامتنان لمبدع قد لا يجود بمثله الزمان”، معتبرا رحيل الصديقي “فاجعة كبيرة وفقدانه خسارة ليست فقط للمسرح المغربي أو العربي بل خسارة للمسرح بصفة عامة”.

وأشار الزروالي إلى أنه “كان للفنان الصديقي فضل كبير على الحركة المسرحية منذ أكثر من 60 سنة وهو يؤسس لتجربة كان لها صدى دولي وخدم قضايا وطنية وتراثية وتاريخية والذوق المسرحي بالمغرب بشكل قوي”.

وأكد أن الجميع مدين له بالفضل الذي أسداه للمسرح في غياب معاهد وورشات وتدريب تكوينية، مشيرا إلى أنه كان يطلع إلى جانب باقي الفنانين على أعمال الصديقي منها “المقامات” و”المجذوب”، و”أبي حيان التوحيدي”، التي اعتبرها “قمة الإبداع”.

وتابع عبد الحق الزروالي أن الراحل “أدى مهمته على الوجه الأكمل”، معتبرا أن “عائلة الصديقي بمثابة ورشة ومعهد ومدرسة متكاملة بكل عناصر الإبداع في مستواه العالي”.

وبالنسبة للفنانة الشعيبية العذراوي، فإن الراحل الطيب الصديقي “كان من الفنانين الكبار الذين أفنوا حياتهم من أجل المسرح وخدمته”، مشيرة إلى أن الراحل “كان يبسط يديه لمن استشف فيه حب المسرح والإخلاص لهذا الفن”، وأن الصديقي “عمل على الرقي بالفنان وإبراز مكانته”.

أما المخرج شفيق السحيمي فقد اعتبر أنه “برحيل الطيب الصديقي فقدت الساحة الفنية الإبداعية المغربية أحد معالمها، والأب الروحي لجميع الفنانين الموجودين اليوم على خشبة المسرح”.

وأوضح السحيمي؛ رغم أنه لم يشتغل مع الفنان المسرحي الراحل إلا أنه كان دائما يعتبره “القدوة والقلب الكبير والرسام الكبير والمسرحي البارع وصاحب الكلمة”.

ورأت الفنانة نعيمة المشرقي أن “هذا الرجل الكبير أعطى الكثير في المجال الفني والثقافي والمسرحي والرسم والكتابة واشتغل على التراث المغربي وعلى كل ما يكون الموروث الثقافي المغربي ووظفه في أعماله المسرحية وعرف بالعديد من الأشياء” .

وتابعت المشرقي أنه كان “للفنان الراحل الفضل في تكوين مجموعة كبيرة من الفنانين المغاربة، من ضمنهم أنا”، معتبرة إياه “أستاذا لعدة أجيال، وله فضل السبق في التعريف بالمسرح المغربي على العديد من المستويات”.

يذكر أن الفنان الطيب الصديقي أسلم الروح إلى باريها، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، عن سن تناهز 79 عاما.