خارج الحدود

إطلاق حملة ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا

أطلق خمسة قادة مسلمون في فرنسا يوم أمس الثلاثاء، حملة ضد تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وفق ما نشر موقع أسبوعية “لوبسرفاتور” الفرنسية، إذ أصبح قادة الجالية المسلمة، يخشون تعميم الاشتباه بالجالية المسلمة بعد أحداث باريس الأخيرة.

وأوضح نبيل الناصري، رئيس جمعية مسلمي فرنسا، أنه وقع على اتفاقية يوم 28 نونبر المنصرم مع كل من سامي الذباح ممثل جمعية مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا بفرنسا، وإدريس سيهامدي ممثل منظمة باراكا سيتي غير الحكومية، وفاتح كيموش مؤسس موقع الكنز الإخباري ومروان محمد مستشار لدى منظمة أوروبا للأمن والتعاون، نظرا لتزايد عمليات المداهمات والتوقيف في فرنسا نتيجة حالة الطوارئ السائدة في البلاد.

ويتمتع هؤلاء القادة الدينيون بقاعدة شعبية واسعة في فرنسا إذ لديهم أكثر من مئات آلاف الأشخاص المتابعين لهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا هؤلاء القادة من خلال هذا الاتفاق والمواقع، إلى تضافر الجهود من أجل إنجاح هذه الحملة رغم الاختلافات التي تفرقهم أحيانا.

وقال مروان محمد “لقد تلقيت رسائل عديدة من مواطنين كثر يتساءلون إذا ما كانت ستتم مداهمة بيوتهم، لقد كانوا في حالة من الفزع، بعد سلسلة المداهمات التي قامت بها الشرطة الفرنسية غداة هجمات باريس الأخيرة”.

وحث هؤلاء القادة المتابعين لهم على شبكة الفيسبوك إلى إنشاء حساب على موقع التويتر والتغريد بمجموعة من الأوسمة التي تؤكد إصرار الجالية المسلمة على التصدي لمحاولات تعميم الاشتباه بها.

من جانبه أشار فاتح كيموش إلى أن التجربة أظهرت في أكثر من حالة أن الأفراد يفضلون الصمت، وقال “نحن نريد من خلال هذه الحملة إيجاد قوة إعلامية مضادة”.

وأضاف المتحدث ذاته، قليلون هم من يدركون أن تراكم هذه المساهمات يصبح قوة إعلامية، ولو اتحدنا سنكون نحن وسائل الإعلام البديلة”.

وأوضح مروان محمد أن الأفراد الذين تمت مداهمة منازلهم يخشون تقديم شهادة عن ذلك، غير أن هذه الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ستساعدهم على ذلك.

وقال “من الصعب إقناع الأفراد بتقديم بلاغ لدى مراكز الشرطة لأن عناصر الشرطة هم من قاموا بهذه المداهمات، فكيف يمكن الحديث عن هذه التجاوزات لدى إحدى أجهزة الدولة عندما تكون هي من باشرت بهذه الممارسات؟”.

وتابع “حالة الطوارئ في فرنسا تدعمها حالة الخوف السائدة في البلاد”.

أما منظمة باراكا سيتي، فقد نشرت قبل أسبوع شريط فيديو بعنوان “حالة الطوارئ: في قلب التجاوزات” يضم شهادات عن “التجاوزات التي وقعت أثناء بعض الحملات الأمنية الأخيرة في فرنسا”. وحصد الشريط  نسبة مشاهدة عالية قدرت بمليون مشاهد في أقل من 48 ساعة.

وذكر إدريس سيهامدي أن هذا الشريط أعاد لهؤلاء الأفراد إنسانيتهم وكرامتهم لا سيما وأن الهدف منه هو إطلاع أكبر قدر من المواطنين على نوع هذه التجاوزات.

يشار إلى أن نسبة ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا قد ارتفعت في ظرف وجيز بعد اعتداءات باريس الأخيرة وتنوعت ما بين اعتداء على أفراد مسلمين وتدنيس المساجد وقاعات الصلاة.