وجهة نظر

الحقيقة المرة هزيمة أخرى

إن البام خرج منتصرا في برنامج البارحة قضايا وآراء وهزم حزب العدالة والتنمية؛ لقد تكلم وسجل ضربات مؤلمة بأسلوب الواثق من نفسه. ركز على نقطة ضعف الحكومة الجديدة وهي سياق وطريقة تأسيسها، وواجه بحجم التنازﻻت وسيادة من سماهم التكنوقراط وضعف كفاءة الوزراء مع اﻹشادة بوزراء مجموعة أخنوش ؛ ضربات مربكة ومحرجة وبدون رد؛

مما زاد ضرباته قوة وحجما في اﻷلم أن ممثل حزب اﻷحرار زكاها في رده على حزب اﻻستقلال بما يفيد التماهي مع موقف البام كالتعبير عن خروج حزبه منتصرا في ما سماه التمرين الديموقراطي خﻻل 6 أشهر، كما وجه بدوره ضربة من الخلف للخلفي بقوله “إن حزبنا ﻻ يرغب في الحكومة بأي ثمن وإنما كان دخوله إليها بعد اﻻستجابة لشروطه”.

وفي التماهي الغريب مع البام انتقد ممثل حزب اﻷحرار الحكومة السابقة التي قادها بنكيران معبرا عما اعتبره فشلا في القطاعات التي يسيرها البيجيدي ومشيدا في آن واحد بما اعتبره “نجاح وزراء حزبه في القطاعات التي يسيرونها”.

في جميع تدخلات ممثل اﻷحرار هناك رسائل يريد إيصالها بوضوح وعناية منها:
اﻷولى: مواصلة اﻻصلاحات هو مواصلة اﻻصلاحات التي أنجزها فريق اﻷحرار، وأما البرنامج الحكومي فالمهم فيه هو برامج القطاعات التي يسيرها اﻷحرار وهي الغالبة
الثانية إن وزراء حزب العدالة والتنمية فشلوا في قطاعاتهم لذلك تم تقليص القطاعات الوزارية التي يسيرها حزبهم في التجربة الجديدة.

والثالثة هي إن وزراء البيجيدي لعدم كفاءتهم إما منحوا وزارة دون وزارة (وزير منتدب او كاتب دولة)، وإما حُولوا من قطاعات فشلوا فيها إلى قطاعات جديدة، ﻷن المهم أن يكونوا وزراء ﻻ أن يكونوا مؤهلين كوزراء اﻷحرار؛ رسائل واضحة من حليف يطعن من الخلف، وما أسوأها من رسائل!.

حزب اﻷحرار المحسوب على الحكومة بل المشكل للحكومة حسب شروطه والمطلوب منه الدفاع عن البرنامج الحكومي وجميع مكونات الحكومة، إنما يعلي من حزبه من بداية البرنامج إلى نهايته، ويعتبر وزراء مجموعته في هذه الحكومة هم المؤهلون ﻻ غير، لذلك أثبتوا جدارتهم بالبقاء في مناصبهم وإضافة قطاعات أخرى لحزبهم؛

كل تدخلال حزب اﻷحرار هي فقط رد مباشر على حزب اﻻستقلال وفي نفس الوقت لتصويب الضربات من الخلف للبيجيدي وفي توافق تام مع البام وكأن بينهما تنسيق مسبق حول تبادل اﻷدوار في البرنامج.

أوجع ضربة في تاريخ البام هي التي سددها في النهاية وفي لحظة انتشائه بالنصر وختم بها البرنامج وهي الهجوم على بنكيران وحزبه كعادته لكنه هذه المرة مع اﻹشادة بالعثماني والتعبير عن “نوع من اﻷمل في شخصه لتصحيح اﻷعطاب السابقة وتصحيح العلاقة مع المعارضة”.

وبهذه الخاتمة التي لم يعقب عليها أحد كأن المشاركين وقعوا في البرنامج على شهادة انبطاح حزب العدالة والتنمية ليقوم بالدور الذي من أجله دُفع إلى تشكيل الحكومة الجديدة بأي ثمن بل بدون ثمن بعد إسقاط بنكيران؛ هل سيتسلم الحزب هذه الشهادة يوم التصويت على البرنامج الحكومي؟ أم أنه سيعيد النظر في سيرته الجديدة وسيرد شهادتهم بنفس القوة ونفس المنهج ونفس اﻷسلوب على نهج وسيرة سلفه الصالح…؟ الله أعلم