سياسة

زيان يدعو لـ “هدنة الكرامة” .. ويطالب بعفو ملكي على معتقلي الريف

أعلن محمد زيان بصفته وزير سابقا لحقوق الإنسان عن إطلاقه نداء تحت شعار “هدنة الكرامة”، وذلك من أجل دعوة كافة الأطراف إلى التهدئة خلال هذا الشهر، ملتمسا من الملك محمد السادس انطلاقا مسؤولياته الدينية والدستورية، التدخل من أجل إصدار أمر يضع حدا لكافة أوامر الاعتقال المرتبطة بحراك الحسيمة.

وقال زيان ضمن بلاغ توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن خطوته هاته جاءت بعد أن عقد اجتماعات متتالية مع بعض سكان الحسيمة وبأهالي المعتقلين، من بينهم عائلة المعتقل ناصر الزفزافي، حيث استمتع بشكل مستفيض لمطالب الساكنة العفوية، وبعد أن عاين أثناء انعقاد جلسة محاكمة المعتقلين الأولى آثار التعذيب بادية على أجسادهم في مشهد يثير الكثير من الحزن والاستياء.

وأشار أنه أدى قسم الحراك الشعبي، بأن لا يخون وأن لا يساوم وأن لا يبيع قضية أهل الريف ولو على حساب حياته، مبرزا أنه “في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع اقتراب انفراج الوضع، من خلال الاستجابة لمطالب الساكنة، فوجئ الجميع بحملة غير مسبوقة من التخوين واتهامات بالعمالة والانفصال قادتها أحزاب سياسية وجهات إعلامية، ناهيك عن استغلال المساجد من أجل تمرير خطابات الفتنة والترهيب”.

وأوضح أن هذا الوضع “أدى إلى توتير الأجواء وخروجها عن السيطرة، وما تبع ذلك من حملة اعتقالات عشوائية في صفوف الشباب أبناء الحسيمة ونواحيها”، داعيا الملك محمد السادس إلى العمل على “إطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة ملف حراك الحسيمة بعفو ملكي شامل”، وتوجيه الحكومة من خلال تعليمات سامية بضرورة الاستجابة لمطالب الساكنة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال تأسيس لجن محلية.

وطالب بأن تضم تلك اللجن المحلية “كلا من المسؤولين الحكوميين عن القطاعات وممثلين عن الحراك بالحسيمة والنواحي، خصوصا في قطاعات الصحة والتعليم والصيد البحري والتجهيز والإسكان، مع ضرورة التأكيد على وجوب استفادتهم المباشرة من أي مشاريع تنموية، ومحاسبة كافة المتورطين في ملفات الفساد بالمنطقة”.

كما طالب الملك بـ “إصدار أوامر سامية للسلطة القضائية بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للقضاء، قصد جعل حد لكافة المساطر المرجعية وما ترتب عنها من مذكرات بحث أو أوامر بالاعتقال أو أحكام قضائية باعتبارها مساطر غير قانونية تتنافى مع حضارة ومواثيق حقوق الإنسان التي بادر المغرب للمصادقة عليها وإقرارها في دستور المملكة”.

والتمس زيان من الملك محمد السادس أن يؤكد على أن “مدينة الحسيمة ليست بمنطقة عسكرية وغير خاضعة لأي حكم عسكري تأكيدا لاختيارات جلالته في جعل المملكة عاصمة للحريات والنهج الديمقراطي في محيط إقليمي متوتر”، مشددا على أن “أمجاد الريف، وتاريخ مجاهديه الشرفاء … تشفع لأحفادهم البررة في استجابة ملكية عاجلة، تزيل الغم، وتهدئ الروع، وتسكن القلوب، وتفرج الكرب، وتدفع المنطقة إلى مستقبل واعد من الخير والاستقرار والازدهار”.